هل ستمر انتخابات 2018 بسلام؟!
حسين عمران
ثلاثَة انتخاباتٍ يمكن ان نقول عنها انها مرت بسلام، لكن الانتخابات الرابعة التي جرت قبل أيام يبدو انها لن تمر بسلام!.
ربما الاختلاف الوحيد هذه المرة هو أن فرز الأصوات وعدّها كان الكترونيا، ومن هنا بدأت المشكلة، ويبدو انها ستستمر حتى ما بعد اعلان النتائج النهائية رسميا!.
نقول، المشكلة ستستمر، مستندين بذلك الى التصريحات المتناقضة للكتل السياسية، لا بل الى التصريحات المتناقضة لمسؤولين في كتلة واحدة!.
كيف ذلك ؟
قبلَ ثلاثة أيام اجتمع مجلس الوزراء، ودعا الى تشكيل لجنة تحقيقية تأخذ على عاتقها النظر في كل الطعون التي قدمتها الكتل السياسية بشأن احتمالات التزوير في هذا المركز الانتخابي أو ذاك، كما ان الأمم المتحدة دعت هي الأخرى الى النظر في الدعاوى والشكاوى التي قدمت الخاصة بحدوث حالات تلاعب بالفرز هنا وهناك. كل هذا وربما يبدو الامر طبيعياً، لكن غير الطبيعي انه في الوقت الذي لم تحسم فيه طعون الكتل السياسية فيما يخص الانتخابات، نرى في الجانب الاخر الكتل السياسية الفائزة تجتمع فيما بينها لتتحاور وتتناقش على شكل الحكومة الجديدة، وقبل ان يتم الإعلان عن ماهية الحكومة الجديدة، نرى ان الكتل السياسية تتسابق فيما بينها، وتقدم المغريات والاغراءات هنا وهناك، لأجل تشكيل الكتلة الأكبر التي تأخذ على عاتقها تشكيل الحكومة الجديدة.
وربما كل ذلك قد يبدو طبيعيا، لكن الذي جذب انتباهي واستغرابي حقا، هو ان كتلة سياسية متنفذة في الوقت الذي يتحاور رئيسها مع الكتل الأخرى لتشكيل الكتلة الأكبر نسمع بعض أعضاء ذات الكتلة السياسية، وهم يدعون الى ضرورة إعادة العد والفرز يدويا، أليس ذلك غريبا؟.
حسنا، ماذا لو أكدت اللجنة التحقيقية التي شكّلها مجلس الوزراء بان هناك فعلا تلاعبا في الفرز الالكتروني لأصوات الناخبين، وان هناك فعلا تزويرا في هذا المركز الانتخابي أو ذاك، فماذا ستكون النتيجة ؟ هل سيتم فعلا إعادة العد والفرز يدويا؟ لا اعتقد ذلك، لأن قانون مفوضية الانتخابات نصّ على العد والفرز الالكتروني خلال انتخابات 2018، كما ان خبراء قانونيين اكدوا انه لا يجوز ابدا إعادة العد والفرز يدويا.
اذن، ما الحل؟!.
أسبوعان مضت على الانتخابات، ونحو عشرة أيام مضت على اعلان النتائج، والى الآن لم يتم حسم موضوع الانتخابات، أ هي شرعية يؤخذ بنتائجها ، أم أنها مزورة حقا، ولابد من إعادتها؟.
ألم نقل ان الانتخابات الرابعة تختلف كليا عن الانتخابات الثلاثة الماضية!.
ومرة أخرى نسأل: ما الحل؟!.
لا احد يستطيع إعطاء حلا مناسبا على الأقل خلال هذا الأسبوع ، فلم يعرف لغاية الان هل سيتم الاستمرار بمفوضات تشكيل الحكومة بعد تشكيل الكتلة الأكبر من هذا الطرف او ذاك ، في وقت تعالت الأصوات بإلغاء أصوات الخارج والخاص ، لا بل هناك أصوات تطالب بإلغاء الانتخابات ونتائجها !!
يبدو ان الأسبوع الحالي سيكون مليئا بالاحداث التي قد تكون مفاجأة للبعض!!
“المشرق”