اراء و أفكـار

ما المطلوب من رئيس الوزراء العراقي القادم ؟

د. سعدي الابراهيم

ما زال الحديث عن شخص رئيس الوزراء المقبل امرا مبكرا، على اعتبار ان الموضوع يحتاج الى المزيد من الوقت بحكم ظروف البلاد التي تستوجب ان يكون هناك توافق، أو في الاقل انسجام داخلي وخارجي عليه. واذا سارت عملية تنصيب رئيس للوزراء بنفس ما سار عليه الحال بعد انتخابات عام 2010 و 2014، فإن العملية ستطول وقد تمتد عدة اشهر مقبلة.
ومهما طال المدى، وأياً كان شخص رئيس الوزراء القادم، أ هو حيدر العبادي، ام ان المنصب سيذهب الى غيره، فإن أمامه مسؤولية كبيرة تختلف عن السنوات الماضية، ومن تلك المهمات الآتي:
• التنمية المستدامة :
إذا كانت الدورة السابقة قد اشغلت رئيس الوزراء بملف محاربة الارهاب وتحرير الارض، فإن الدورة الحالية من المفترض ان تكون فرصة للتنمية وتطوير البلاد، كون السير باتجاه التطور والازدهار هو الطريق الاسلم لضمان دولة آمنة ومستقرة ومكتفية ذاتيا. فالمشاكل القومية المهمة مثل البطالة والفقر كانت وما زالت الاساس لظهور العنف والتطرف.
• الوحدة الوطنية :
هذا الملف هو الآخر يحتاج الى قائد يلملم اوراق البيت العراقي الداخلي، وربما ان مهمته في هذه الدورة ستكون اسهل من التي سبقتها، بحكم تراكم الخبرات والتجارب، وبحكم التبدل النسبي للنخبة السياسية، وصعود وجوه جديدة لديها رغبة حقيقية للتغيير نحو الافضل.
• وقف التدخلات الخارجية :
ولعل هذا الملف من الملفات الصعبة التي تنتظر رئيس الوزراء القادم، بفعل الثغرات المتعددة المتاحة أمام الدول الاقليمية والبعيدة للتدخل السلبي في امور البلاد، والتي تجعل من عملية اغلاقها بشكل محكم امرا يتطلب ضبط ايقاعات العمل السياسي في الداخل، وتقوية الاجهزة الامنية للسيطرة على الحدود وكشف الاذرع الخارجية، فضلا عن نشر الوعي الوطني لمنع الاخرين (الدول الاخرى) من استغلال بساطة بعض المواطنين لصالحهم.
أمام المهمات اعلاه، فأن رئيس الوزراء القادم ينبغي ان يتحلى بجملة من الصفات، ولعل من أهمها، الآتي:
• ان يكون ذا عقلية اقتصادية تنموية، صاحب مشروع وطني للنهوض بالبلاد، يأتي ومعه خطة عمل تفترض ان العراق بعد اربعة اعوام سيحقق نجاحات باهرة، ويقضي على الكثير من المشاكل الكبرى بالأخص البطالة والفقر.
• ان يكون مأمون الجانب، عليه اجماع وطني كبير، كونه سيطبق مشروعه في كل العراق، وما لم تكن له مقبولية فلن يتمكن من تحقيق شيء، والمقبولية هنا تشمل الشعبية والرسمية.
• ان يكون مقبولا اقليميا ودوليا، فما زال العراق يتأثر بأمزجة جيرانه، ورغبات الولايات المتحدة الامريكية، وبغير قبول هذه الدول برئيس الوزراء القادم، فسيواجه صعوبات كبيرة في عمله.
اذن، هناك مهمات متعددة، وشروط معينة ينبغي ان تتوفر في رئيس الوزراء العراقي القادم .

“المشرق”

مقالات ذات صلة