الانجازات والمكتسبات عبر (15) سنة أين هي؟ ولماذا لم تتحقق؟!
شامل عبد القادر
لكلّ عهد ونظام ملكياً كان أم جمهورياً، بصمة وعلامة فارقة في البنيان العراقي الحاضر، واذا التفت الى السدود والمساكن الشعبية وطرق سكك الحديد والشوارع المبلطة، تكتشف بصمة النظام الملكي، واذا التفت الى قناة الجيش ومدينة الثورة والشعلة واليرموك وزيونة والجسر المعلق، عثرت على توقيع عبدالكريم قاسم، واذا جال نظرك في ملعب الشعب أطل عبدالسلام عارف، ومن خلال تجوالك بين شوارع حيفا وشققها وعبورك على الجسور الحديثة نجد بصمات البكر وحقبة حكم البعث، وهكذا لا بد من ان تجد من ترك لنا بصمة وعلامة في الكيان العراقي الراهن، إلا هؤلاء الذين حكموا منذ عام 2003!
لا نتجنى على احد من هؤلاء الحكام الذين امضوا بين الخزائن والقاصات والسلطان والفخفخة والكبكبة 15 سنة لم يبنوا جسرا واحدا إلا مجسرين هزيلين في بغداد، وقنطرة في السماوة .. اين بصماتهم، وهم الذين تسلموا خزائن قارون بعد سقوط نظام صدام، وكانت ايرادات النفط خرافية؟!.. بالطبع سينبري لي من منتفعي الحكم، ويرد علي : ان العنف الطائفي وداعش لم يتركا لهم فرصة لالتقاط الانفاس، فكيف يبنون ويشيدون ؟!.
يقول اهل بغداد (ماكو هيج واوي يلعب شناو)!
او (هاي مو علينه…)!
او (كول غيرها..)!
حفنات من التبريرات المطلية برداء الزيف والكذب.. لم تستنزف داعش منا مثلما استنزف الفاسدون والمرتشون والمختلسون وسراق المال العام.. لقد استنزفت داعش عددا محدودا من المليارات لشراء الاسلحة، أما الفاسدون فلم يتوقفوا لحد هذه اللحظة عن استنزاف أموال الشعب.. توقفت حروب داعش وهزمت داعش بينما الحرب مع الفاسدين وسراق المال العام ما زالت مستمرة!.
ديمقراطية العراق فرخت أشهر الفاسدين!.
والحياة البرلمانية بدلاً من أن تكنس السراق صنعت غطاءً لهم عبر سنوات مضت!.
والحكومات – جميعها بدون استثناء – كانت بطيئة جدا في محارية الفاسدين!.
المشكلة تكمن – كما حددها خبراء مكافحة الفساد – ان اغلب أو 90% من اجهزة الدولة التنفيذية فاسدة حتى النخاع.. وهذا ليس اتهاما لأحد بل هي نصوص كاملة لتقارير منظمة الشفافية الدولية .. اذا كيف نعثر على بصمات للقائمين على شؤون الحكم الراهن في خضم بحار متلاطمة الامواج من الفساد والفاسدين والرشى وخيانة النزاهة والضمير؟!.
سنقف ذات يوم على اطلالهم ولن نعثر إلا على بقايا رموس .. رموسهم التي تركوها!.
وإنا لله وإنا إليه راجعون!.
“المشرق”