الأمن هو المفتاح
فواز مصطفى
ان التحدي الذي يواجه الحكومة الحالية أو أي حكومة مستقبلية هو تحدي الامن الوطني للبلد.
بعد التخلص من الهجمة الشرسة للقاعدة وداعش وهزيمتهم العسكرية والعقائدية اصبح لزاما ان تعالج الاسباب التي دفعت بعض مواطنينا الذين قبلوا على انفسهم تقديم الملجأ و الاسناد وجعل انفسهم و بيوتهم حواضن للعصابات الارهابية القادمة من الخارج، ثم الاتجاه بعد ذلك او بالتزامن مع ما سبق الى تأمين حدود العراق و مدنه.
عند الحديث عن حدود بلد مثل العراق سيبدو هذا التحدي هائلا لأي بلد يملك حدودا برية بهذا الطول، عدا مشاكل تصدير الارهاب والدعم الفئوي لبعض دول الجوار التي تمتلك اجندات لا تشمل امن العراق فيها، وتأثير ذلك على صعوبة السيطرة على الحدود.
لن اتحدث عن الجهد الدبلوماسي الاقليمي و محاولة حل المشاكل العالقة مع دول الجوار وتأثير ذلك على الامن في بلدنا، لأنه من البديهيات، لكن سأتحدث عن بعض طرق تأمين الحدود عدا تأمينها بشريا، فهو من المستحيلات ويتسم كليا بعدم الكفاءة المحضة، لكن هناك بدائل كفوءة تعوض ذلك، فالمراقبة الالكترونية فيما لو استخدمت بصورة صحيحة بإمكانها تغطية مساحات كبيرة من الحدود مع امكانية تزويدها بمعدات الرؤية الليلية ، وإلحاق تلك المنظومات بمنظومات الاسلحة الخفيفة و المتوسطة ذاتية الحركة ويمكن ان نستعمل تلك المنظومات في المناطق الساخنة كما يمكن استخدام المناطيد ايضا.
اما بالنسبة لحدود المدن فالموضوع اسهل، فتكفي منظومات السونار والكلاب المدربة لأداء الواجب.
ان انهاء المظاهر المسلحة هو الطريق الصحيح لازدهار السياحة و التجارة و النقل و كل انواع الاستثمار فبدون امن لا استثمار و لا نهضة اقتصادية، فهو محفز للمشاريع الصغيرة والمتوسطة و الكبيرة و يزيد من ثقة المواطن في بلده و نفسه.
فالامن هو مفتاح كل شيء.
“المشرق”