اخبار العرب والعالم

نيويورك تايمز: ماذا تفعل القوات الأمريكية في اليمن

اليمن

تساءلت صحيفة “نيويورك تايمز″ في افتتاحيتها عن سبب وجود القوات الأمريكية في الحرب اليمنية.

واتهمت الصحيفة البنتاغون وإدارة الرئيس دونالد ترامب بتضليل الشعب الأمريكي بشأن المشاركة المتزايدة في حرب اليمن “والتي لا ناقة لنا فيها ولا جمل”.

وكانت الصحيفة قد كشفت يوم أمس عن توسيع للمهام الأمريكية في اليمن ووجود عناصر من الكوماندوز الأمريكيين على الحدود السعودية مع اليمن يعملون هناك منذ العام الماضي.

وتعمل وحدات الكوماندوز هذه على تحديد وتدمير الصواريخ التي يطلقها المتمردون الحوثيون في اليمن باتجاه المدن السعودية.

ويعري هذا الدور الفاعل “كذب بيانات البنتاغون من أن المساعدة الأمريكية للحملة التي تقودها السعودية في اليمن محدودة بتوفير الوقود للطائرات في الجو والتشارك في المعلومات الإستخباراتية ولا علاقة لها بالعمليات القتالية”.

وتشير الصحيفة لشهادة قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط أمام الكونغرس في آذار (مارس). ففي رد على مطالب أعضاء في مجلس الشيوخ معرفة إن كانت القوات الأمريكية تشارك في الأعمال العدائية ضد الحوثيين، قال الجنرال جوزيف فوتيل إن القوات الأمريكية “ليست جزءا في هذا النزاع″.

ففي 14 دولة على الأقل تخوض القوات الأمريكية حربا ضد المتطرفين، ممن يعتبرون أعداء للولايات المتحدة أو ببساطة مرتبطين بهذه الجماعات المتطرفة. وتؤكد الصحيفة أن “الحوثيين لا يشكلون تهديدا على الولايات المتحدة ولكنهم يتمتعون بدعم إيران. ومن هنا فنشر وحدات الكوماندوز يزيد من مخاطر مواجهة مباشرة مع هذا البلد، خاصة أنها مصدر غضب وهدف من الإدارة والسعوديين والإسرائيليين”.

وتعتقد الصحيفة أن قرارا عسكريا بهذه الأهمية يحتاج لنقاش عام يدفع الرئيس وجنرالاته لتبرير هذا الفعل وتحميلهم مسؤولية النتائج. ولكن الضوابط والمعايير التي تلتزم بها الحكومات الدستورية في تراجع منذ هجمات إيلول /سبتمبر 2001 حيث أصبح الأمريكيون غير مبالين أو مهتمين بحروب البلد المتعددة ضد الإرهاب. فيما تخلى الكونغرس عن دوره الدستوري ومشاركة الرئيس المسؤولية في إرسال القوات إلى المعركة.

وكانت الولايات المتحدة قد نشرت القوات أولا في اليمن لمحاربة تنظيم القاعدة هناك وبناء على قانون تشريع الحرب في مرحلة ما بعد إيلول /سبتمبر 2001 إلا أن الكونغرس لم يوافق بشكل محدد على المشاركة الأمريكية ودعم الحملة السعودية ضد الحوثيين.

وتنتقد الصحيفة صمت الرئيس ترامب بشأن العمليات العسكرية خاصة أنه منح القادة العسكريين الصلاحيات لاتخاذ القرارات العسكرية بعيدا عن البيت الأبيض. وفي الوقت نفسه لم يحدد استراتيجية حول أهداف الحملة الدولية ضد الإرهاب وما يمكن أن تحققه.

وتشير الصحيفة إلى الآثار الكارثية التي خلفتها الحملة السعودية على اليمن، حيث أدت لخلق أسوأ كارثة إنسانية في العالم، وهناك الملايين على حافة المجاعة ومليون يعانون من مرض الكوليرا ومليوني نازح. ويقول الخبراء القانونيون وفي مجال حقوق الإنسان إن مقتل آلاف المدنيين والحرمان من المساعدات الإنسانية التي حملت السعودية مسؤوليته يعتبر جريمة حرب يجعل الولايات المتحدة متواطئة معها.

وبدأت الحرب عام 2014 عندما سيطر المقاتلون الحوثيون بدعم من المقاتلين الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح على العاصمة صنعاء والكثير من مناطق البلاد. وفي عام 2015 قام تحالف بقيادة السعودية وحظي بدعم من الرئيس باراك أوباما بهجمات شديدة وتشمل آلاف الغارات ضد المقاتلين الحوثيين ودعما للقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.

ومع أن الحرب دخلت حالة من الإنسداد دون منظور للنهاية إلا أن ولي العهد الصاعد، الأمير محمد بن سلمان يبدو مصمما على تحقيق النصر رغم الأهوال التي تسببت بها الحرب. ويشعر بالجرأة بعد لقائه مع ترامب واستعداد الأخير بيع المملكة أي سلاح متقدم تريده.

وكما كشفت صواريخ الحوثيين فإن السعودية اليوم أقل أمنا مما كانت عليه قبل الحملة الجوية. ولن يوقف الحرب والقتل إلا اتفاقية سلام. وتخطط الأمم المتحدة للتقدم بخطة لاستئناف مفاوضات السلام مع أنه لا الأمير محمد ولا الرئيس ترامب مهتمان. ويمكن للكونغرس ان يحسن من فرص نجاح الخطة من خلال تخفيض الدعم العسكري للسعودية والتصويت ضد مشاركة القوات الأمريكية في قتال الحوثيين باليمن.

“القدس العربي”

مقالات ذات صلة