اراء و أفكـار

وعي الناخب العراقي

حسين علي الحمداني

العالم يترقب الانتخابات العراقية في 12 آيار القادم من زوايا عديدة، هنالك من يراقبها ليعرف من سيقود العراق في السنوات القادمة،والبعض الآخر يبحث عن نسبة المشاركة، وطرف ثالث يترقب رؤية الناخب العراقي في تجربته الديمقراطية الخامسة منذ الإطاحة بالنظام الشمولي وتأسيس عراق ديمقراطي تعددي.
أما النتيجة الأكثر أهمية التي نبحث عنها نحن تتمثل باندفاع أبناء الشعب للتصويت بنسبة عالية تفوق سابقاتها لأسباب عديدة أولها، التغيير نحو الأفضل وتأصيل الديمقراطية وصناديقها كخيار وحيد وثابت للتغيير وثانيا إن وعي الناخب العراقي ازداد كثيرا في السنوات الأخيرة وبات صوته محسوبا بدقة، وهذا ما شكل ظاهرة بدأت تتصاعد مع كل ممارسة ديمقراطية، ويؤشر بكل تأكيد وعي الشعب بأهمية الصوت الواحد، بل أهمية الانتخابات على الصعد كافة، خاصة إن تعدد التجارب الديمقراطية اكسب الشعب وعيا ونضوجا كبيرين بأهمية الانتخابات والمشاركة فيها وهو ما يؤكد بأن البناء الديمقراطي للإنسان العراقي بدأت ثماره واضحة للعيان وهذا بحد ذاته إنجاز كبير جدا يؤشر وعي الناخب العراقي وحرصه في اختيار من يمثله في البرلمان.
إن وعي الشعب بأهمية الانتخابات ظاهرة صحية، لأنها تمثل ظاهرة بشرية وشكلا من إشكال تطور ورقي الحياة السياسية والنيابية في العراق الجديد ورفع مستواها، وهذا ما لم يفهمه الكثير من الناس الذين صدموا بكثرتها واعداد المرشحين وتصور هؤلاء إننا ربما نعيش (تضخم في الأحزاب). وتناسوا اننا مجتمع يسعى للتطور عبر ولوجه النظم الديمقراطية التي تؤمن بما تفرزه صناديق الاقتراع وبالتالي فان المحصلة الأولية لنتائج الانتخابات تتمثل بانتصار الخيار الديمقراطي على كل الخيارات التي كانت مطروحة على الساحة العراقية في السنوات الماضية التي شهد فيها البلد حربا ضروسة مع القوى الإرهابية ومع هذا نجحت الانتخابات بشكل أعجب العالم ، بل البعض ربما راهن على فشل الانتخابات، والبعض أراد إبقاء حالة الشلل هنا وهناك،والوقت نفسه ظاهرة التصويت ضربة قوية للإرهاب الذي حاول جاهدا ثني المواطن عن ممارسة دوره.
والانتخابات بالنسبة للمواطن مهمة جدا، لكونه سينتخب برلمانا تتشكل منه حكومة يتمنى المواطن أن تكون قادرة على تلبية طموحاته وتنفيذ ما تعطل في السنوات الماضية، لهذا يجب أن تكون المشاركة في أنتخابات 12 آيار القادمة كبيرة وبمستوى ما نطمح إليه كشعب ضحى كثيرا وأنتصر في حربه ضد الإرهاب.
لهذا فإن المواطن بدأ بالفعل يشعر بأن مسؤولية وواجبه يحتم عليه التصويت واختيار الشخص المناسب لتمثيله،وأيضا ترسخت قناعات كبيرة ومهمة لدى الناخب العراقي قائمة على إن التغيير يتم عبر الأصبع البنفسجي الذي وحده القادر على صناعة التغيير نحو الأحسن والأكثر إيجابية.
وخلاصة القول بأن الشعب قادر على أداء رسالته بأكمل وجه، وعلى من سيختارهم الشعب أن يؤدوا رسالتهم وينفذوا برنامجهم ليردوا الدّين الذي بأعناقهم للأصابع التي منحتهم الثقة لتمثيلهم في البرلمان.

“جريدة الصباح”

مقالات ذات صلة