اراء و أفكـار

مشاهدات انتخابية

حسين عمران

و.. بعد مرور خمسة أيام على بدء الدعاية الانتخابية لمرشحي الانتخابات البرلمانية ، ماذا رأيتم ؟ وماذا لمستم ؟ وهل يمكن ان نقول ان التنافس بين المرشحين نزيه؟!.
أسئلة كثيرة تدور في الذهن ونحن نرى حجم الفوضى التي خلفتها صور المرشحين المنتشرة في الساحات والحدائق وعلى الأرصفة وفي كل مكان حتى باتت بغداد ومدن المحافظات عبارة عن معرض فوتغرافي لصور المرشحين وشعاراتهم التي تبين ان العراق يعيش وكأن اجواءه ” الدنيا ربيع والجو بديع”!.
واذا ما اردنا ان نتحدث عن اهم مشاهداتنا عن الدعاية الانتخابية، فلابد ان نبين الجانب الإيجابي منها قبل السلبي لكي لا يتهمنا البعض باننا متشائمون ، واننا غالبا ما نكتب عن الظواهر السلبية دون الالتفات الى الوجه المشرق!.
ربما الجانب الإيجابي الوحيد في الدعاية الانتخابية هو “الديمقراطية ” في توزيع صور المرشحين ، حتى بتنا نرى صور مرشحين “متخاصمين” جنبا الى جنب ، وللتوضيح اكثر نقول بتنا نرى صورة مرشح منتم لكتلة معينة ملاصقة لصورة مرشح آخر ينتمي لكتلة أخرى كانت وما زالت على خصام دائم مع كتلة المرشح الأول!.
لكن …. هذا “الوفاق” بين صور المرشحين “المتخاصمين” لم يدم طويلا ، اذ بتنا نرى خلال اليومين الماضيين تمزيق العشرات من صور المرشحين المنتمين لهذه الكتلة او تلك، ولم يقتصر الامر على تمزيق الصور ، بل انتشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لمواطنين وهم يمزقون صورا لبعض المرشحين المنتمين لكتل سياسية متنفذة، لا بل الامر تعدى كما رأينا بعض الفيديوهات الى “البصق” على صور بعض المرشحين او ضربهم بالاحذية، وهذه حالة بالتأكيد تدخل في خانة الأفعال غير المسؤولة ، اذ ان أي مواطن لا يعجبه هذا المرشح او ذاك فيكفي عدم انتخابه لا تمزيق صورته او البصق عليها!.
واذا ما كانت صور بعض المرشحين نصيبها “البصق”،فإن صور بعض المرشحات كان نصيبها “القبل” التي يمنحها بعض المعجبين بجمال هذه المرشحة او تلك ، كما رأينا ذلك في فيديو لمواطن يقبل صورة مرشحة جميلة وهو يقول “اني وابوي وعشيرتي كلها ننتخبج …. يمة اروح فدوة لهذه العيون ولهذه الخدود “!.
ومثلما كان النواب تحت قبة البرلمان يتبادلون التهم حول هذا المشروع او ذاك كذلك الحال بين مرشحي الكتل السياسية هذه الأيام وهم يتبادلون التهم فيما بينهم حول ظاهرة التسقيط السياسي لهذه الشخصية او تلك من خلال نشر المعلومات السلبية عن حياته الشخصية بغية تسقيطه في نظر ناخبيه ، لا بل رأينا بعض الاتهامات تمس حتى “شرف” هذا المرشح أو ذاك!.
واذا ما كان العراقيون استيقظوا يوم السبت الماضي على الآلاف من صور المرشحين التي انتشرت في كل مكان، فإن المشهد الحالي يمكن وصفه بـ “البائس” وذلك بعد مرور خمسة أيام على بدء الدعاية الانتخابية فقط، نقول ذلك ونحن نرى العشرات من صور المرشحين الممزقة عن عمد ، في حين لم يكتف البعض بتمزيق الصورة بل عمد الى اسقاط حتى الاعمدة الحديدية التي ترفع الصورة ، ولا نعرف كيف سيكون المشهد بعد عشرة أيام من بدء الدعاية الانتخابية ، حينها ستكون لنا همسات أخرى عن بعض المشاهدات الانتخابية!.

“المشرق”

مقالات ذات صلة