ثقافة وفن

نادين لبكي.. صانعة الأمل والحلم في السينما

نادين لبكي

تدور أفلام المخرجة اللبنانية نادين لبكي حول حياة الناس وتهتم بعمق الإنسان ومشاعره وانشغالاته واضطراباته، والمجتمع المأزوم والمفكك، والبيئة التي تخرب روح الإنسان وجوهره.

وترصد نادين عبر كاميرتها الوجع والضياع وصراع النفس والجدل مع الذات والآخر. وقد وضعت بصمتها الخاصة في العمل السينمائي النسوي الذي يعزز حضور المرأة ودورها القوي في المجتمع.

الخبر السعيد، الذي تلقته نادين ومعها اللبنانيين والعرب، حول اختيارها للمنافسة في مهرجان “كان” السينمائي الدولي العريق، بدا مستحقاً لمخرجة نجحت غالبية الأعمال السينمائية التي عملت عليها.

نادين لبكي، المخرجة الآتية من عالم إخراج الكليبات، قدمت في العام 2011 فيلم “وهلأ لوين؟” الذي حصد جوائز عدة، وجالت به بعض الدول العربية والأجنبية.

“في شي إلو علاقة بالحلم .. والسينما بتعطينا هالشي”، هذا ما تردده لبكي في مقابلاتها وتصريحاتها، وعبر حلمها هذا أدخلت موجة جديدة ومميزة في عالم السينما العربية.

وتحمل أفلامها رسائل ومضامين استطاعت أن توصلها للجمهور والنقاد على حد سواء بتقنية ومهارة. ففي فيلم “سكر بنات” تجرأت على طرح موضوعات تعتبر من المحرمات، وقدمت شخصيات نسائية عارية من التجميل والتنميط. وفي فيلم “هلأ لوين” الذي حصد جائزة “فرنسوا شاليه” تنكأ نادين الجرح اللبناني، المتمثل بـ “الطائفية” و”الانقسام”، اللذين ينخران المجتمع، وفي قالب الكوميديا السوداء دعت إلى تفادي الحرب الأهلية وتقبل الآخر كما هو.

النساء في أفلامها هن الأبطال في الفيلمين السابقين، وفي “هلأ لوين” الذي دلل على وجع الأمهات من الحرب الأهلية، تسجل النساء بطولة في إنهاء الحرب الطائفية في قريتهن الصغيرة التي يسكنها مسلمون ومسيحيون.

لدى المخرجة اللبنانية إيمان عميق بأن العمل بشغف حول فكرة مختارة بشكل جيد يمكن أن يصنع عملاً جميلاً وبأقل التكلفة، وهي تصنع مشاهدها بكل شغف، وتصيغ تفاصيل الحياة التي ترويها بروح الأمل رغم الألم الذي يسكنها.

نادين الآتية إلى السينما من عالم تصوير الفيديو كليبات الفنية، حيث كان لها تجارب مميزة مع الفنانات ماجدة الرومي وكارول سماحة ونانسي عجرم، لديها الجرأة في طرح المواضيع المحرمة في السينما.

وشاركت نادين في الفيلم السينمائي العالمي “ريو أنا بحبك” (٢٠١٤) وهو يتألّف من ١٣ جزءاً، مدة كلّ منها ٨ دقائق، وشارك فيه مخرجون عالميون أمثال جون توتورو، وفرناندو ميريليس، وغيليرمو آريغا، وغيرهم.
كما شاركت في بطولة الفيلم الإيطالي “الأب والغريب il Padre e Lo Straniero” للمخرج الإيطالي ريكي تونيازي إلى جانب الممثل المصري عمرو واكد. كما لا يمكن تجاوز فيلم “بوسطة” الذي كان مليئاً بالجمال والفرح حول فكرة تتحدث عن الصراع والتكامل بين التراث والحداثة عبر رقصة الدبكة اللبنانية.

وتعبر لبكي من نجاح إلى آخر، ويرافقها في أعمالها كم من التصفيق والنقد الإيجابي، وتترك في كل خطوة بصمة في بلدها لبنان والعالمين العربي والأجنبي. والكل في انتظار فيلم “كفر ناعوم” الذي أحاطته بالسرية، الذي سيشاهده الجمهور اللبناني والعربي بعد عرضه في مهرجان “كان” في شهر أيار (مايو) المقبل.

ما تسرب عن الفيلم قليل، وعنوان الفيلم مستمد من اسم مدينة في فلسطين المحتلّة من دون أن يركز على الحالة الفلسطينية. فهو يروي أحوال الأطفال والأولاد المشرّدين والمهمّشين، ويذهب إلى جحيم الأرض التي يعيشها الأطفال وصراع المحيطين بهم.

مقالات ذات صلة