كيماوي دوما… وغضب ترمب
لم يمر يوم أو يومان، على الجدل الذي ثار حول موقف الرئيس الأميركي ترمب من الدور الأميركي بسوريا، وتفضيله الانسحاب وترك الآخرين، يهتمون بها، بعد إعلانه نصراً متعجلاً على داعش، حتى أعاد بشار الأسد، وخبراء إيران وربما غيرهم، ترمب بغضب إلى المشهد السوري.
قصفت قوات بشار أهالي دوما بالغوطة، بالكيماوي، وهو ما صدم، وأحرج، المشاعر العالمية، والغريب أن هذه الجريمة تمت بعد استسلام الجماعات المسلحة بالغوطة، والشروع في اتفاق الخروج مع الروس، فلم هذا التبجح باستفزاز الأميركان، تحديدا الرئيس ترمب، الذي سبق له توبيخ سلفه، المرتخي، أوباما، في أضحوكة الخطوط الحمراء الأوبامية الوهمية تجاه كيماوي بشار؟
لم ينتظر الرئيس ترمب، ومن على منبره المفضل، أطلق موقفا أميركياً حادّاً، تعليقاً على جريمة الأسد وكفلائه، روسيا وإيران، فهدد النظام السوري بدفع ثمن باهظ لاستخدام السلاح الكيماوي في هجومه على دوما. وألقى باللوم على بوتين وإيران في دعمهما لبشار الأسد.
ترمب ذكّرنا بميراث الآفل أوباما، الكارثي، تجاه سوريا، فقال في تغريدته هذه: «لو تجاوز الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ما اعتبره خطوطاً حمراء لأصبح الحيوان (بشار) الأسد من الماضي».
توماس بوسرت مستشار البيت الأبيض للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، أجاب في مقابلة تلفزيونية عن إمكانية ضربة صاروخية على قوات الأسد ردا على جريمة دوما قال: «لا أستبعد شيئاً».
أما فرنسا فدعت مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لبحث تطورات الغوطة. وشدّد وزير الخارجية الفرنسي (لودريان) على أن: «فرنسا لن تتهرب من مسؤولياتها»؛ قاصدا تعهد الرئيس ماكرون بأن تقوم فرنسا بهجوم أحادي على بشار إذا ما قصف بالكيماوي مجددا.
ومن فرنسا إلى كل أوروبا، حيث اتهم الاتحاد الأوروبي النظام السوري بأنه من شنّ هجوما كيماويا آخر، داعياً المجتمع الدولي للرد.
صوت الكاثوليك بالعالم، البابا فرانسيس من ساحة القديس بطرس علق على جريمة دوما فقال: «لا شيء يمكن أن يبرر استخدام وسائل إبادة ضد أشخاص وسكان بلا حول ولا قوة».
سمعة الأسلحة الكيمائية مستفزة حاليا في الشعور الغربي العام، بعد هجوم عملاء روس على الجاسوس المزدوج في بريطانيا مع ابنته، وتضامن «الغرب» كله مع بريطانيا ضد روسيا، والروس اليوم، هم من ينبري لحماية بشار الكيماوي، فهل تعيد جريمة دوما التي أتت في الميل الأخير قبل إعلان النصر لبشار وكفلائه الأمور لما قبل؟
هل تجعل ترمب يفكر جديا بتفعيل وليس إنهاء الدور الأميركي في سوريا؟… ربما… الأيام تعلم أعظم تعليم.
“نقلا عن الشرق الاوسط”
مشاري الذايدي