اراء و أفكـار

المرشحون .. لماذا يرفضون الفرز الالكتروني؟

حسين عمران

لا أعرف حقا سبب تخوف الكتل السياسية من نية مفوضية الانتخابات للجوء الى الفرز الالكتروني لبطاقات الناخبين؟
لا يمكن تفسير ذلك إلا لسبب واحد وهو ان الفرز الالكتروني سيمنع الكتل السياسية من التلاعب بنتائج الانتخابات، إذ ان الفرز الالكتروني سيعطي النتائج خلال 24 ساعة، كما أعلنت مفوضية الانتخابات، وليس كما في انتخابات 2014إذ أعلنت النتائج بعد 39 يوما لتدخل مفوضية الانتخابات موسوعة غينيس للارقام القياسية!.
وبرغم ان مفوضية الانتخابات أعلنت اكثر من مرة ان أوراق الانتخابات تم طبعها في شركات رصينة، وانها، أي الأوراق، تحمل سمات امنية لا يمكن كشفها بالعين المجردة لمنع عمليات التزوير ، الا ان بعض الكتل السياسية ترفض الفرز الالكتروني وتصر على اعتماد الفرز اليدوي، وهذا ما كشفه عضو مجلس مفوضية الانتخابات كريم التميمي حينما قال ان المفوضية تتعرض لضغوط من جهات سياسية، لإلغاء التصويت الالكتروني واعتماد العد والفرز اليدوي ، بالرغم من ان الجهاز الالكتروني يمنع التدخل البشري حتى لا تشكك الاحزاب بتغيير النتائج أو ذهاب اصوات من مرشح لآخر.
ويبدو ان الكتل السياسية ولإبعاد الشبهات عنها لجأت الى بعض المحللين لتشويه الفرز الالكتروني، إذ قال محلل سياسي ان المخابرات الدولية تستعد لدخول الأجواء الانتخابية العراقية المقبلة، وتزوير النتائج من خلال “جهاز التسريع”.
وقبل ان تسألوا كيف ذلك، يضيف هذا المحلل السياسي أن “أجهزة تسريع نتائج الانتخابات من السهولة اختراقها عبر الاقمار الصناعية”!.
ولا اعرف حقا هل يمكن لدول يهمها نتائج الانتخابات ان تلجأ الى الأقمار الصناعية لتزوير الانتخابات ، ثم إلا يمكن كشف هذه الأقمار الصناعية من دول أخرى ترغب بانتخابات نزيهة في العراق ؟
ومهما يكن من نتائج الانتخابات فإن نظام الانتخابات في العراق يختلف عن كل دول العالم، إذ يمكن لمرشح لم يحصل الا على أصوات افراد عائلته أن بفوز بالانتخابات ، وذلك من خلال منحه أصواتا كافية من رئيس الكتلة التي رشح معها، خاصة اذا كانت كتلته من الكتل المتنفذة التي لها حصة الأسد في نتائج الانتخابات.
كما ان نظام المحاصصة والتوافق السياسي في العراق يمكّن أي مرشح لم يحصل على أي صوت أن يصبح وزيرا بهذه الطريقة أو تلك!!، وذلك حينما يتم توزيع المناصب والوزارات ” محاصصيا” بين الكتل السياسية!.
لذلك، لا اعتقد ان أي تغيير سيحدث في الانتخابات المقبلة ، صحيح أن بعض الوجوه ستتغير ، لكن ذات الكتل السياسية المتنفذة هي من ستحكم لأربع سنوات مقبلة شئنا أم أبينا، وأيضا سيتم توزيع الرئاسات الثلاث بالمحاصصة الطائفية التي دمرت العراق طوال 14 عاما، ربما سيحدث تغيير طفيف في توزيع الرئاسات الثلاث اذ تشير المعلومات الأولية الى ان التحالف الكردستاني يرغب برئاسة البرلمان بدلا من رئاسة الجمهورية والذي هو منصب رمزي بلا صلاحيات.
ربما هذا التغيير الوحيد، و لا اعتقد بأن تحالف القوى العراقية ستوافق على التنازل عن منصب رئاسة البرلمان!.
ومهما يكن من نتائج، فإننا نتمنى ان يتم الفرز الكترونيا على الأقل لنطمئن، ولو قليلا، ان لا تزوير يحدث في الانتخابات المقبلة كما سمعنا وتعودنا ذلك في الانتخابات السابقة!.

نقلا عن “المشرق”

مقالات ذات صلة