جوهر المشكلة
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه قد يحضر افتتاح السفارة الأميركية في القدس في مايو، مشددا على أن العلاقات بين بلاده وإسرائيل هي «أفضل من أي وقت مضى»، ومؤكدا أنه لا يزال يؤمن بالسلام في الشرق الأوسط.
كل الرؤساء الأميركيين آمنوا بضرورة تحقيق السلام في الشرق الأوسط، بعضهم أنجز شيئا على هذا الطريق، كما هو الحال مع الرئيس جيمي كارتر ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية (1978)، وبعضهم حاول دون أن يُفلح، كما فعل الرئيس بيل كلينتون الذي استضاف محادثات سورية إسرائيلية (1999).
وحده الرئيس ترامب لم يفعل ما يمكن الحديث عنه، باستثناء إعلانه الشهير (ديسمبر 2017) عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ثم احتمال حضوره افتتاح السفارة، كما قال يوم الاثنين الماضي.
المؤكد حتى الآن هو أن السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي ستحضر حفل الافتتاح، على الرغم من تصويت 128 بلدا (نهاية ديسمبر الماضي) من أصل الـ 193 بلدا، التي تضمها الجمعية العامة للأمم المتحدة، على قرار يدين نقل السفارة. قرار النقل أثار غضب الفلسطينيين الذين يعتقدون اليوم أن واشنطن لم تعد وسيطا يتمتع بالصدقية في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وإذا أضفنا إلى ذلك ما يواجهه جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره المسؤول عن الملف، من صعوبات لأنه بات ممنوعا من الاطلاع على المعلومات الأكثر حساسية للبيت الأبيض، وتصريحات نائب الرئيس بأن ترامب «هو الرئيس الأكثر تأييدا لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة»، وتوجيهه رسالة لها مغزاها مفادها أن «أميركا هي إلى جانب إسرائيل اليوم وغدا وأبدا»، فلنا أن نستنتج بأن الإدارة الأميركية الحالية هي الأقل قدرة ورغبة في تحقيق السلام الذي تحدث عنه الرئيس ترامب. لا توجد مشكلة في تأييد إدارة ترامب لإسرائيل، فكل الإدارات الأميركية فعلت ذلك، بطريقة وبأخرى، المشكلة تكمن في أن هذه الإدارة لا تمتلك رؤية للسلام، وهنا بالتحديد تكمن المشكلة.
بقلم : حسان يونس
نقلا عن “الوطن القطرية”