نتنياهو يهرب إلى الأمام!
غادر رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس ترامب، وهو مطمئن إلى وضع الحكومة، وإلى مستقبله السياسي، وكأنه لا تحقيقات تُجرى معه ومع زوجته في قضايا فساد باتت تهدد وجوده، وقد تقوده إلى السجن، ولا أزمة وزارية مستجدة بسبب الخلاف مع أحزاب «الحريديم» (حزب شاس وحزب يهودت هتورا)، حول مشروع قرار التجنيد القاضي بإعفاء طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية، والذي تربطه هذه الأحزاب بتصديقها على الموازنة، ما يهدد بانفراط عقد حكومته الائتلافية.
قبيل مغادرته في زيارة تستغرق خمسة أيام، أوحى نتنياهو، ألاَّ شيء يستحق الاهتمام داخلياً.. الحكومة باقية ولا انتخابات مبكرة.
لكن هناك من يرى أن اطمئنان نتنياهو لمستقبله ومستقبل حكومته فيه مبالغة، ومحاولة للتهرب من الواقع الذي يعيشه، وخصوصاً بعد مثوله هو وزوجته أمام المحققين يوم الجمعة الفائت، لمدة خمس ساعات، في الملف رقم 4000 بشبهة تلقي رشاوى من صاحب شركة «بيزك»، وموقع «واللاه» شاؤول الوفيتش.
ثم أضيفت أزمة مشروع التجنيد لتضع نتنياهو أمام موقف صعب، فإما أن يقدم تنازلات لأحزاب «الحريديم» في المشروع، كي توافق على تمرير موازنة عام 2019، وإما مواجهة انهيار الحكومة.
يحاول نتنياهو القفز فوق هذه الأزمات الداخلية وتهميشها، من خلال الحديث عن قضايا إقليمية كبرى سوف يبحثها في واشنطن، مثل الخطر الإيراني والوضع في سوريا، والمفاوضات مع الفلسطينيين، ودعوة ترامب لحضور افتتاح السفارة الأمريكية في القدس يوم 14 مايو/أيار المقبل، لعله بذلك يتمكن من إعادة تصويب البوصلة الداخلية لمصلحته، من خلال الظهور بمظهر القائد الذي يحمل معه مصالح «إسرائيل» أينما ذهب، والدفاع عن أمنها.
إلا أن كثيرين يرون أن هذه المساومة لن تنفع، وسيضطر نتنياهو إلى دفع فاتورة التهم الموجهة إليه عاجلاً أو آجلاً، إما بتقديم استقالته، وإما بإجراء انتخابات مبكرة. وقد نقلت صحيفة هآرتس عن وزير في حزب «الليكود»، رفض الإفصاح عن هويته قوله: «لن تكون هناك خيارات سوى حل الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة». وأضاف: «إن الائتلاف أصبح رهينة للصراعات الداخلية في ساحة الحاخامات»، في إشارة إلى مشروع «الحريديم» بشأن التجنيد.
نتنياهو يهرب إلى الأمام في محاولة منه للبقاء في السلطة، بالحديث عن «المخاطر الإقليمية» للتغطية على قضايا الفساد المتورط فيها مع عائلته.
يعتقد نتنياهو أن زيارته إلى واشنطن، سوف توفر له صك براءة، وأن الإدارة الأمريكية التي يهيمن عليها عتاة المتطرفين المتماهين مع سياساته بإمكانهم إنقاذه.
“الخليج”