تفعيل الطاقات !
التصويت بالموافقة على قانون الموازنة العامة من قبل اعضاء مجلس النواب يؤسس لمرحلة جديدة في العراق حيث تنتظر البلاد استحقاقات سياسية واقتصادية من المنتظر ان تتشكل فيها معالم مرحلة جديدة يغادر فيها العراق مساحات القلق والخوف من التحديات الامنية ويقترب من الشروع ببناء دولة جديدة ..واذا كانت الخمسة عشر عاما الماضية حافلة بالاخطاء في مشروع تاسيس الديمقراطية في العراق فان السنوات المقبلة بالتأكيد هي سنوات النضج واكتساب الخبرات والحرص على عدم تكرار مثل تلك الاخطاء ..ان الانتخابات التشريعية المقبلة يتصدر مشهدها مرشحون شباب حرصت الاحزاب والكيانات السياسية على الدفع بهم وفي مطالعة سريعة للخارطة الانتخابية يتأكد بان اكثر من 78 % من المرشحين هم بالفعل من الوجوه الجديدة وهذا التطور يمثل اول معالم طموح العراقيين في التغيير ويتسق مع الدعوات للاصلاح لكن الاهم بالنسبة لنا ان تتاح الفرصة الكافية لهذه الوجوه الجديدة كي تنال فرصتها في المشاركة والاسهام في ادارة مؤساات الدولة وثمة قلق ينتاب الكثيرين في ان تصر الاحزاب والكتل الكبيرة على التمسك باالمناصب القيادية والسيادية وان تدفع بوجوه قديمة من قياداتها لتولي هذه المناصب وهذا ماسيعني ببساطة ان التغيير والاصلاح االمنتظر قد تم افراغه من محتواه وان كل التصريحات والوعود بذلك هي مجرد ادعاءات وتغيير صوري لايمس المضامين الحقيقية لجوهر التغيير ومن المهم القول هنا بان العراق استوعب كثيرا حزمة من الصدمات الامنية والسياسية والاقتصادية وان كثيرا من الفئات المتطلعة للعمل من ابناء الشعب العراقي لها القدرة على وضع الحلول المناسبة لمشكلات البلاد في المرحلة المقبلة فانخفاض اسعار النفط في السنوات الماضية بقدر مااضر مصالح الدولة الاقتصادية جلب لها منافع اخرى متمثلة بالتفكير ببدائل ومنافذ جديدة اسهمت في ابقاء الاقتصاد العراقي حيا وان الكثير من الطاقات المعطلة ممن نالت مراتب متفوقة في المجال العلمي والتطبيقي مستعدة لتقديم خبراتها في تقديم المعالجات للكثير من المعوقات التي واجهت وتواجه العراق وبالتالي من الممكن القول ان الظروف مهيأة للشروع بمرحلة جديدة يمكن من خلالها اعادة اعمار العراق وتثبيت معالم تجربة جديدة بما يحقق الاستقرار والانتقال من مرحلة التأسيس الى مرحلة بناء الدولة الحقيقية.
د.علي شمخي