إنتقموا من الكورد
كريم النوري
اسوء القناعات عندما تمتزج المواقف بالعواطف ، وعندما تسيل لعاب الانتخابات بالاعتقادات وتسقط المأساة والمعاناة من ثقوب الذاكرة.
اتحدث عن قناعتي بطوع ارادتي لا ابحث عن شعبيتي على حساب مؤثرات العقل الجمعي وسياقاته المهزوزة.
لا اتنفس برئة اعلام النظام الساقط ولا اجتر عزف الحقد العنصري المرتكز ضد اخوة المصير والمسير من الكورد.
الكورد هويتي وعنوان الوطن المذبوح من الوريد الى الوريد.
لا اطرب على انغام الاحقاد واتبع خطوات المنفعلين فلا انقاد وراء ايقاعات الشارع بل نحن من يقوده ويوجه مساراته.
لا اتنكر للجميل ولا انكر رائحة الموت المنبعثة من اجساد الكورد البريئة في حلبچة ولا اخون ضميري عندما كنت ابحث عن زوايا الكهوف والوديان هارباً من مقصلة السلطان فألوذ بقرى لا تملك قوت يومها او ما يسد رمقها لتتقاسم معنا رغيف الخبز الممسوح بالراشي ونحلّ ضيوفاً في جنح الليل استعداداً لرحلة بين الربايا والخفايا من عيون رجال الامن.
لم ولن اتنفس برئة النظام المباد والضخ الاعلامي العنصري ضد اهلنا الكورد .
وعندما اتحدث عن الكورد اتحدث عن هوية ووجود وانتماء هم جزء اساسي من تشكيل العراق
اتحدث عن الكورد بذكريات الماضي عندما كنا في خندق واحد ، اتحدث وقلبي يعتصر الما عندما تشاركني القرية الكوردية الطعام وسط الحصار الصدامي عليها وفي ذكريات كانت صورايخ صدام تدك هذه القرى المظلومة وكنت معهم عندما تنبعث رائحة الموت بفعل الكيمياوي اتحدث واستذكر واتذكر تلك القرى المهدمة على رؤوس اصحابها في ميرگه سور وبارزان وزيبار وحياة ..
هل ننسى ام تنتاسى
لاخلع مؤثرات اعلام صدام عن ذاكرتي واعود للذاكرة لشعب كان يعاني من وحوش صدام ولم انس كيف يتقاسمون معنا رغيف الخبز في جنح الليل عند مرورنا بهذه القرى الكريمة .
ماذا دهانا وهل نتحدث بخطاب البعث من جديد!!!
الكورد من اين ؟ ومن هم؟
الم يكونوا وما زالوا بضعة من جسد العراق …
انتبهوا اخوتي فالكورد منا والينا ..
والله لمصيبة كبرى ان نعمق الكراهية ضد بضعة من جسدنا ..
الم تعوا قوله تعالى : ((ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك)) أليس الاستفتاء ما دون ذلك فلنؤشر على خطيئته وخطأه دون تعميم العقاب وتمدد الحساب على الابرياء.
علينا ان نتحدث بروح الوطن والمحبة والابوة وليس بروح الانتقام والكراهية ..
اطلقوا ارزاق الكورد ولا تمسكوا خشية الانفاق فهم ليسوا كفاراً او خوارج ..
اختم بقدوة المتقين وسيد البلغاء علي بن ابي طالب عندما وزع حقوق الخوارج ولم يحرمهم من بيت المال قائلاً: (ان من طلب الحق فأخطأه ليس كمن طلب الباطل فأصابه)