مجلس أوروبي: 2017.. العام الأسوأ لمسلمي الروهنغيا
قال المجلس الأوروبي للروهنغيا، الأحد، إن العام 2017 هو أسوأ عام في تاريخ مسلمي الروهنغيا الذين يتعرضون لإبادة وأعمال وحشية على يد الجيش الميانماري والميليشيات البوذية المتطرفة منذ أغسطس / آب الماضي.
جاء ذلك في رسالة نشرها المجلس على موقعه الإلكتروني بعنوان “رسالة المجلس الأوروبي للروهنغيا في عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة”.
وورد نص الرسالة كالتالي:
“إخواني وأخواتي الأعزاء، إن العام 2017 كان أسوأ عام في تاريخ الروهنغيا، حيث اضطر أكثر من 650 ألف روهنغي، من أطفال ونساء ورجال إلى الفرار لبنغلاديش المجاورة لإنقاذ حياتهم.
إن أكثر من 65% منهم منهكون ومصابون بصدمات نفسية، النساء والأطفال ممّن تعرضوا لحروق بالغة، وأصيبوا بجروح جراء استهدافهم بأعيرة نارية أو ألغام أرضية، وقعوا ضحايا لعمليات اغتصاب جماعية مروعة ارتكبتها قوات الجيش الميانماري في ظل حكومة مستشارة الدولة أونغ سان سوتشي.
الروهنغيا لم يعد لديهم مستقبل يتطلعون له، (كل ما لديهم) هو عطف الناس وقلوبها السخية عليهم في جميع أنحاء العالم، ممّن عملوا باستمرار لمساعدتنا في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي صنعها الإنسان في تاريخ البشرية.
إخواني وأخواتي في الإنسانية الأحباء، بسبب إيمانكم الكبير في التضامن والعدالة، ما يزال يمكن للروهنغيا الذي يواجهون إبادة جماعية في ميانمار أن يعتمدوا عليكم في الإغاثة والعزاء وذلك في أسوأ أوقاتهم.
مع إقبالنا على عيد ميلاد وسنة جديدة، إننا المجلس الأوروبي للروهنغيا، ومجتمع الروهنغيا ككل من جميع أنحاء العالم نستغل موسم العيد هذا لنقول “شكرًا لكم” على تضامنكم وعطائكم لمجتمع الروهنغيا في ظروفه القاسية.
تضامنكم ووقوفكم في رحلتنا الصعبة جلب السعادة ورسم البسمة على وجوه المجتمع الروهنغي الفقير والمبتلى، على وجوه الأطفال البريئين على وجه الخصوص.
نذكّر أنفسنا أنه بدعمكم، ما يزال هناك بصيص ضوء في نهاية النفق، ونحن الروهنغيا سنضع قريبًا حدًا للإبادة الجماعية المستمرة، ونقدم المجرمين إلى العدالة.
نؤكد أننا لا نزال ننتظر دعمكم غير المشروط، ونأمل في أن يزدهر تعاوننا ويتوسع في المستقبل.
كما نأمل أن تنتهي السنة الحالية والبهجة تعم الأرجاء، وأن يكون طريق كل شخص وكل يوم في السنة الجديدة منيرًا ومزدهرًا على الجميع في كل أنحاء العالم، وأن يكون مليئًا بالسعادة والأمل والسلام”.
ومنذ 2012، تواجه الروهنغيا “الأقلية الأكثر اضطهادًا في العالم”، بحسب الأمم المتحدة، مخاوف متزايدة على خلفية مقتل العشرات منها في أعمال عنف طائفية.
ووفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود الدولية (أهلية)، قتل نحو 9 آلاف شخص من أقلية الروهنغيا في إقليم أراكان (راخين)، غربي ميانمار، خلال الفترة ما بين 25 أغسطس، و24 سبتمبر/ أيلول المنصرم.
وقالت المنظمة الإنسانية الدولية في 12 ديسمبر/ كانون أول الجاري، إنّ وفاة 71.1 بالمائة من الرقم المذكور (أي 6 آلاف و700 شخص) كانت بسبب العنف، بينهم 730 طفلًا دون عمر الخامسة.
بدورها وثقت منظمة الأمم المتحدة ارتكاب أفراد الأمن في ميانمار عمليات اغتصاب جماعية واسعة النطاق، وعمليات قتل استهدفت أيضًا الرضع والأطفال الصغار، علاوة على تورطهم في ممارسات الضرب الوحشي، وحالات الاختفاء.
ووصف محققون أمميون في تقرير لهم تلك الانتهاكات بأنها “بمثابة جرائم ضد الإنسانية”.