اراء و أفكـار

البداية من صنعاء

كلمة الرياض

هناك سؤال كبير يدور في الأذهان.. ماهو الموقف في اليمن وفي صنعاء تحديداً؟ فالأنباء الواردة من العاصمة اليمنية تفيد بتوتر الموقف بل وتأزمه بين شريكي الانقلاب، وهذا أمر كان متوقعاً عطفاً على التركيبة الديموغرافية اليمنية وولاءاتها، فمن يقرأ تاريخ اليمن يعرف أن التركيبة السكانية لها من الامتدادات والتفرعات ما يجعل الحكم على ولائها في منتهى الصعوبة.

انفضاض الشراكة بين حزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومليشيات الحوثي لم يكن وليد المرحلة أو الصدفة بل حتمياً، فكفة موازين القوى السياسية لم تكن متوازنة بل كانت تميل إلى مليشيات الحوثي التي استخدمت المؤتمر الشعبي العام لتعطي نفسها بعضاً من شرعية سياسية لم تكن بحوزتها ولم تمتلكها يوماً؛ كونها مجرد مليشيا طائفية بأجندة إيرانية هي انتماؤها الأول قبل أن يكون انتماؤها لليمن.

من الطبيعي أن تؤول الأمور إلى ما آلت إليه، فقد كانت الشراكة تقوم على مصالح مشتركة بين طرفيها وانتفت تلك المصالح فلم يعد للشراكة أي مبرر لبقائها، إنما فضها كان هو الأقرب وهذا ما حدث، فالتوجهات لم تعد تصب في ذات الاتجاه، فالحوثي يريد لليمن أن يكون تابعاً لإيران قلباً وقالباً بغطاء طائفي غير مقبول من غالبية الشعب اليمني العربي الأصيل الذي بات رافضاً لاستمرار الهيمنة الحوثية الإيرانية على المشهد برمته، لم يكن مقبولاً من كافة فئات الشعب اليمني أن تستمر الهيمنة الإيرانية عبر مليشيا الحوثي والتي أوصلت اليمن إلى حافة الهاوية على كافة الأصعدة خاصة الصعيد الإنساني الذي وصفته الأمم المتحدة بأنه “أسوأ أزمة إنسانية في العالم” وبالتأكيد أن مليشيا الحوثي هي السبب الأول والرئيس لتلك الأزمة من خلال ممارساتها في المجتمع اليمني.

ليس لليمن إلا أن ينتفض أمام مليشيا الحوثي وتعود إلى حجمها الطبيعي بإنهاء الهيمنة الإيرانية في اليمن كبداية لإنهاء المحاولات الإيرانية التوسعية في الوطن العربي.

“الرياض”

مقالات ذات صلة