اخبار العراق

موقع أمريكي: تأمين المكاسب العسكرية بفوز سياسي ضرورة لعدم عودة داعش مجددا للعراق

قال مايكل أوهانلون، زميل أقدم في معهد بروكينجز، وسارة علاوى، ابنة نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، والتي تقود حركة الشباب في الحزب الوطني العراقي من بغداد، إنه مع تحرير الموصل والمدن الرئيسية الأخرى من قبضة داعش، يقف العراق عند مفترق الطرق، و أن العراقيين والأمريكيين أهدروا فرصا تاريخية لبناء بلد جديد ومستقر ومزدهر معا من قبل، مضيفين: “يجب ألا ندع ذلك يحدث مرة أخرى”.

وأوضحا الكاتبان، في مقالة لهما نشرها موقع “ناشونال إنترست” الأمريكي، أن الخطر الرئيسي، كما كان من قبل، هو، التطرف، جنبا إلى جنب مع الطائفية المبنيان على بعضها البعض في دوامة مفرغة، مؤكدين أن هذه الديناميكية، في غياب دولة عاملة، تزيد من استقطاب السكان داخل العراق وتنتج دورات عنف لا نهاية لها، وبالتالي تخلق فرص للتدخل الأجنبي وتعميق أنواع الاستياء التي أدت إلى ظهور داعش، وحتى القاعدة قبل ذلك.

وشددا على ضرورة تأمين المكاسب العسكرية بفوز سياسي، مستطردين: “وإلا فإننا نخاطر بظهور داعش جديد بين السكان السنة المتضررين”.

ولفتا الكاتبان، إلى أنه لسوء الحظ فإن المؤشرات المبكرة لا تبشر بالخير، وأوضحا أنه بعد ثلاث سنوات من حكم داعش، وأكثر من عام من القتال العنيف الذي تعاون فيه العراقيون مع القوات الجوية للتحالف، لا تزال الموصل في حالة خراب.

وأوضحا، أن العراق سيواجه تحديا شديدا لمعالجة هذه المشكلة بمفرده، ومع أن الصادرات الهيدروكربونية كانت تمثل تاريخيا أكثر من نصف مكاسب صادراته، فإن الانخفاض المستمر في أسعار النفط العالمية في السنوات الأخيرة، يمكن أن يضغط بشدة على أمواله حتى في بيئة السلم، مشيرين إلى أن بالفعل تقلص إجمالي الناتج المحلى 25% خلال نصف العقد الماضي، كما تقدر الأضرار الناجمة عن الحرب منذ عام 2003 بعشرات المليارات، ويشمل عدد السكان، الذين يقتربون الآن من 40 مليون نسمة، العديد من الشباب العاطلين عن العمل والعاطلين جزئيا، وبالتالي فهم معرضين للإيديولوجيات الكراهية.

وأشارا كاتبا المقال، إلى أنه رغم عثرتها والجدل المستمر حول غزو 2003، كانت الولايات المتحدة سخية للغاية مع العراق، إذ تجاوزت تكاليفها المباشرة للعمليات العسكرية 1 تريليون دولار، مع نفقات مماثلة للمحاربين القدامى في العراق على مدى العقود المقبلة، موضحين أن واشنطن فقدت أكثر من 5 آلاف من مواطنيها هناك، وأصيب عشرات الآلاف بجراح خطيرة، كما قدمت للعراق عدة عشرات مليارات الدولارات في شكل مساعدات أمنية واقتصادية وإنسانية على مدى الـ15 عاما الماضية.

وأضافا : اليوم، فإن التكاليف أقل بكثير، لكنها لا تزال كبيرة، وفى الآونة الأخيرة، بلغ متوسط ​​المساعدات الاقتصادية للعراق عدة مئات من ملايين الدولارات، إضافة إلى مساعدات أمنية على الأقل مليار دولار سنويا.

ونوها الكاتبان، إلى أنه في حين أن التكاليف الأمريكية يجب أن تنخفض إلى حد ما بعد هزيمة داعش، سيكون من الخطأ تقليل المساعدات الأمريكية والضغط في العراق أكثر من اللازم، مشيرين إلى أن واشنطن تُحترم كوسيط نزيه من قبل معظم القادة العراقيين، إذ أن لها نفوذا فريدا من نوعه لا يمكن لأي قوة خارجية أخرى، وخاصة تلك الموجودة في المنطقة، أن تنافسه.

وبحسب المقال، فإذا وافق قادة واشنطن على الحفاظ على وجود عسكري طويل الأجل فى العراق وركزوا بشكل أساسي على مهمة التدريب والحفاظ على مستويات المساعدات بالقرب من المبالغ الأخيرة مع تحويل تركيباتهم تدريجيا إلى مزيد من المساعدات الاقتصادية، فإن الولايات المتحدة يمكن أن تساعد العراق في النهاية اغتنام هذه اللحظة للحد من التدخلات الإقليمية وبناء دولة مدنية متماسكة، متابعا: وستكون هذه النتيجة في مصلحة الولايات المتحدة أيضا، وتمشيا مع وعد الرئيس ترامب بوضع أمريكا أولا من خلال المساعدة على تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وشددا على أن التحدي الرئيسي اليوم هو إعادة بناء المدن العراقية المحررة مؤخرا من داعش، بطريقة تخلق الملكية والقبول عبر الخطوط الطائفية والسياسية.

وعلى المدى القريب، أكد الكاتبان أهمية حكومة الوحدة في إطار عملية سياسية شاملة تستند إلى سيادة القانون والعدالة والمساواة، وأضافا: “يجب على حكومة الوحدة أن تنقل إحساسا مشتركا بالمسؤولية والإنصاف بين سكان المدينة الشيعة والسنة والكردية، فضلا عن مجموعات أصغر مثل اليزيديين، ويجب أن تعمل بفعالية في مجالات الأمن وإعادة البناء الاقتصادي والإنعاش، واتخاذ القرارات السياسية، ويجب أن يكون من الناحية الفنية المختصة، بطبيعة الحال، ولكن بنفس القدر من الأهمية، يجب أن ينظر إليها على أنها تدافع عن حقوق وامتيازات جميع العراقيين من خلال خارطة طريق لتخليص العراق من الطائفية”.

ونوها الكاتبان إلى أن واشنطن وبغداد لديهما فرصة ذهبية، لكنها تختفي ببطء، موضحين فشل الحكومة المحلية في وضع خطة للموصل من شأنها أن تهيئ بيئة تسهل عودة المشردين وتساهم في إحياء الاقتصاد، وبدلا من ذلك، بقيت غارقة في الفساد المالي والإداري، كما فعلت معظم المحافظات العراقية.

ونصح الكاتبان رئيس الوزراء العبادي، الذي يستحق الفضل في محاولة جمع العراقيين معا خلال سنواته الثلاث في مكتبه، أن يقود خطة جريئة وحاسمة لإعادة بناء ثاني أكبر منطقة حضرية في العراق، مشددين على ضرورة تعيين فريق توجيهي يحكم المدينة يتكون من قادة وطنيين وإقليميين شرفاء، مع مجموعة من الشخصيات السياسية والمهارات التقنية التي تعكس الدوائر النابضة بالحياة في الموصل.

وأكدا ضرورة تكليفهم بالإشراف على عودة المشردين، وتوفير الخدمات، وفي نهاية المطاف تهيئة بيئة مناسبة للانتخابات، إضافة إلى سن قوانين للاستثمار والتأمين لتوفير أساس للنمو الاقتصادي.

وبمجرد قيامها بذلك، ناشد الكاتبان واشنطن بالالتزام بالمساعدة في تمويل العديد من تكاليف إعادة الإعمار التي سيتم تكبدها، حيث أن العراقيين يسعون إلى إعادة بناء مدينة الموصل التاريخية ويعيدون البلاد ككل إلى طبيعتها، لافتين إلى أن الأهم من الأموال هو الإحساس بالمساعدة الثابتة التي يمكن الاعتماد عليها على مدى السنوات العديدة – وربما عقدا – ستحتاج إليه هذه المهمة العظيمة.

وبمجرد قيامها بذلك، يجب على واشنطن أن تلتزم بالمساعدة في تمويل العديد من تكاليف إعادة الإعمار التي سيتم تكبدها، حيث أن العراقيين يسعون إلى إعادة بناء مدينة الموصل التاريخية ويعيدون البلاد ككل على طريق نحو شيء طبيعي . وأقل أهمية من المبلغ الفعلي هو الإحساس بالمساعدة الثابتة والتي يمكن الاعتماد عليها على مدى السنوات العديدة، وربما

مقالات ذات صلة