اراء و أفكـار

تعامل مختلف

لاشك أن إيران هي المزعزع الأول للأمن والاستقرار في المنطقة، هذا ليس ادعاءً بقدر ما هو حقيقة يجب التعامل معها وفق معطياتها ونتائجها التي أحلت الكوارث بدول المنطقة واحدة تلو الأخرى.

كل الدلائل لا تشير ولكن تؤكد أن إيران كسرت كل الأعراف والقوانين الدولية في التعامل مع المجتمع الدولي بمحاولتها إيجاد موقع نفوذ لها على الخريطة الإقليمية في المقام الأول، ومن ثم خريطة العالم كقوة مؤثرة من خلال مروقها وفق سياسة (خالف تعرف)، فهي تسير عكس الاتجاه الذي يريد عالماً آمناً مستقراً مزدهراً باعتقادها أن افتعال الحروب والتدخل في شؤون الدول والتعامل بصلف وعنجهية ليس لها ما يبررها هو الطريق الأقصر لاحتلال موقع متقدم في المجتمع الدولي وكأن ذلك المجتمع سيقف مكتوف اليدين رهين الخوف من نظام إرهابي يعاني في الداخل فينقل مشاكله إلى الخارج تحت ذرائع عرقية تارة ومذهبية تارة أخرى.

التعامل مع ايران في المستقبل القريب لن يكون كما كان في السابق بل سيأخذ منعطفاً جديداً لن تكون المهادنة عنصراً فيه، لابد من مواجهة النظام الإيراني بأفعاله التي بالتأكيد لا تريد خيراً بالمنطقة، فالمشروع الإيراني يقوم على افتعال الأزمات كونه يغذيها ويعيش عليها، فلو كانت المنطقة خالية من الأزمات لافتعلها ليتفادى أزماته الداخلية وما أكثرها، فالنظام الإيراني يعيش على فوهة بركان قابل للانفجار في أي لحظة من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يتعامل معها بالحديد والنار ليقمعها ولم يجد سبيلاً إلا أن يصدّر مشاكله إلى خارج حدوده ليشغل الداخل بها.

مرحلة جديدة من التعامل مع النظام الإيراني تلوح في الأفق، فما يفعل لا يمكن السكوت عنه وإلا سيتمادى في غيه وهذا ما لا نرضاه.

نقلا عن “الرياض”

مقالات ذات صلة