برهم صالح: الحوار مع بغداد والدول المجاورة هو القرار الحكيم
أكد رئيس التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة السياسي الكردي برهم صالح أن صوته مع غالبية شعب كردستان، وأنه لا بد من حوار مع بغداد والدول المجاورة. وفيما وصف زيباري الرئيس معصوم بـ”الضعيف”، فإن ابنة الأخير قالت إن الرئاسة العراقية “قربان” لكردستان.
إيلاف من بغداد: وجّه رئيس التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة الدكتور برهم صالح، بعد صمت طويل، كلمة حول الاستفتاء والاستقلال، مؤكدًا فيها أن القرار الحكيم هو الحوار مع بغداد والدول المجاورة، والعمل مع المجتمع الدولي، ليكون استقلال كردستان ضامنًا للاستقرار والرفاهية والسلام.
هذه وسيلة الاستقلال
وفيما رفع محاميان عراقيان دعوى قضائية ضد الرئيس العراقي فؤاد معصوم لـ”حنثه باليمين الدستورية”، بحسب الدعوى، فإن ابنته قالت إن رئاسة العراق “قربان” لكردستان.
وقال صالح، وهو السياسي الكردي البارز المنشق عن الاتحاد الوطني الكردستاني، في كلمة له بشأن الاستفتاء، إطلعت “إيلاف” على نسخة منها: “لا يوجد شك في أن شعب كردستان يملك حق إنشاء دولته المستقلة. بدون تردد، صوتي وصوت الذين يشاطرونني الرأي، مع صوت غالبية شعب كردستان، للاستقلال، ولكن السلطة الرشيدة والعادلة، والحكم الرشيد، هو الوسيلة لتحقيق الاستقلال”.
كما أوضح أن “الظلم وفقدان ثقة المواطنين بنظام الحكم، هو مصدر تهديد وخطر على الاستقلال”. أضاف “بدون شك صوتنا للاستقلال والإصرار على الحكم الرشيد والعادل لخدمة المواطنين، والإصرار على توحيد قوات البيشمركة ومؤسسات الحكم الديمقراطية”.
صالح: الحوار قرار حكيم
وأعرب الدكتور برهم صالح عن قناعته في أن “القرار الحكيم هو الحوار مع بغداد والدول المجاورة، والعمل مع المجتمع الدولي ليكون استقلال كردستان ضامنًا للاستقرار والرفاهية والسلام”.
وقال الدكتور برهم صالح إن “الاستقلال ليس لهذا الجيل فحسب، فشباب هذا البلد والأجيال المقبلة سيعيشون مع نتائج قرارنا اليوم، ما يحتّم علينا اتخاذ الخطوات بمسؤولية، فالحوار والتفاهم مع شعوب دول الجوار ضروري لإبعاد كردستان اليوم ومستقبلًا عن العنف والحروب”.
كوسرت رسول: مستعدون للتأجيل إذا كان هناك بديل
من جهته أكد النائب الأول للسكرتير العام للاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول، اليوم الثلاثاء، أن الإقليم مستعد لتأجيل الاستفتاء، إذا كان هناك بديل منه، فيما دعا المواطنين إلى المشاركة في استفتاء استقلال كردستان المقرر إجراؤه في 25 من الشهر الجاري.
وقال رسول “إننا لم نحتسب قرار إقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم من قبل بغداد، لأنه قرار سياسي”، داعيًا المواطنين إلى المشاركة في استفتاء استقلال كردستان. تابع “إذا كان هناك بديل من الاستفتاء، واقتنعنا به، فإننا مستعدون لتأجيله”، مشيرًا إلى أن “الإقليم لن يؤجّل الاستفتاء إذا لم يكن هناك بديل منه”.
السبهان يدعو البارزاني إلى القبول بالوساطات الدولية
ودعا وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، اليوم الثلاثاء، رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، إلى قبول الوساطات الدولية بشأن الاستفتاء على استقلال الإقليم.
وقال السبهان، الذي زار أربيل قبيل أيام، في تغريدة عبر صفحته على “تويتر”، وتابعتها “إيلاف”: أتطلع إلى حكمة وشجاعة الرئيس مسعود بارزاني بقبول الوساطات الدولية لحل الأزمة الحالية ضمن مقترحات الأمم المتحدة، وتجنيب العراق أزمات هو بغنى عنها”.
زيباري: معصوم ضعيف
وقبل وصوله إلى أربيل، انتقد القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ووزير المالية والخارجية العراقي السابق، هوشيار زيباري، رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، “لضعفه وعدم حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
وكتب زيباري على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن “الرئيس الكردي للعراق فواد معصوم، شخص ضعيف، وكأن لا صلة له بأي شيء”. أضاف قائلًا: “كان على معصوم التواجد في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما هو معمول به من قبل، ولكن تم منعه من قبل رئيس الوزراء الشيعي، حيدر العبادي”، بحسب وصفه.
ابنة معصوم: رئاسة الجمهورية قربان لاستقلال كردستان
إلى ذلك، هاجمت ابنة الرئيس العراقي شيرين فؤاد معصوم الحكومة العراقية، واصفة إياها بـ”الطائفية والعنصرية”، فيما قالت إن منصب والدها “قربان” (فداء) لإقليم كردستان.
وقالت شيرين، في مقال نشرته في صحيفة “خبات”، التابعة لحزب الديمقراطي الكردستاني، وتابعته “إيلاف”، إن “كل المناصب، وأولها منصب والدي، فداء للحظة استقلال كردستان عن العراق”، واصفة الحكومة العراقية بـ”الطائفية والعنصرية، والتي تسعى إلى زرع الرعب بين الشعب الكردي”.
ووصفت شيرين فؤاد معصوم في مقالها الحكومة التي يقودها الشيعة بأنها حكومة “طائفية وعنصرية” وتسعى إلى زرع الرعب بين الشعب الكوردي. وأشارت إلى أن المحاكمات الصورية التي جرت في بغداد بدءًا من إقالة وزير المالية هوشيار زيباري، ثم محاولة محاكمة رئيس مجلس كركوك ريبوار طالباني، وصولًا إلى إقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم، هي خير دليل على سياسات الحكومات المتعاقبة في العراق بحق الكرد.
وشنت ابنة الرئيس العراقي هجومًا على النواب العراقيين، الذين صوّتوا لمصلحة “إقالة” كريم من منصبه، ووصفتهم بأنهم “شوفينيون”. واصلت شيرين فؤاد معصوم مقالها بالقول: “نحن الشعب الكوردي نتطلع إلى الاستقلال والحرية… تعلمنا بأن نضحّي بكل ملذات الحياة من أجل الاستقلال”.
وقالت إنها كابنة مقاتل في البيشمركة لم تكن تتخيل قط بأن تضحّي وتكافح لأجل الشعب الكردي، وهي في قصر السلام أو القصر الجمهوري في بغداد، حيث يقيم والدها. كتبت أيضًا إن المناضلين الكرد أمثال الزعيم الراحل ملا مصطفى بارزاني وجدها معصوم والرئيس السابق جلال طالباني وزعيم الإقليم مسعود بارزاني ضحّوا جميعهم من أجل استقلال كردستان.
وقالت “لا يمكن أن نستبدل استقلال كردستان بأي ثمن.. وأنا متأكدة أن والدي كمناضل لن ينتظر بغداد لكي يتم سحب الثقة منه كرئيس جمهورية، لأنه كان ينظر إلى منصبه على أنه وسيلة لحل المشكلة السياسية الكردية”.
تابعت شيرين فؤاد معصوم، والتي عملت مستششارة في رئاسة الجمهورية العراقية، “لهذا قِبلَ والدي بهذا المنصب، وهو معروف برجل الدولة والمواقف الصعبة، لذا فهو دائمًا ينتظر الضوء الأخضر من كردستان، وليس من العراق”. كثيرًا ما يطالب نواب ومسؤولون عراقيون الرئيس معصوم بإبداء موقفه الصريح من الاستفتاء. وطرح معصوم أخيرًا مبادرة، قال إنها تهدف إلى رأب الصدع بين كوردستان وبغداد.
هذا وتصاعدت حدة التصريحات ضد الكورد في مناطق متعددة من العراق، بعدما قرر أبناء جلدتهم في كوردستان تقرير مصيرهم عبر استفتاء سلمي. ومعصوم هو ثاني رئيس كوردي يتسلم منصبه منذ إسقاط النظام العراقي السابق عام 2003. وابنته شيرين حائزة شهادة الدكتوراه في “السياسة الخارجية الأميركية تجاه كورد العراق”.
محاميان يقيمان دعوى ضد معصوم لحنثه باليمين الدستورية
هذا ورفع محاميان، هما إبراهيم الصميدي، وهو ناشط سياسي، وأمير الدعمي، دعوى قضائية ضد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لحنثه باليمين الدستورية مطالبين بإقالته.
وقال الصميدعي لـ”إيلاف” إنه “تلقى اتصالًا من رئاسة الجمهورية أخبروه فيه أن الرئيس فؤاد معصوم يقوم بالوساطة، وهو لم يتخل عن دوره في تقريب وجهات النظر”، مبينًا أن “هذه المبررات غير مقنعة، حيث أجبناهم بأنه حامي الدستور، وليست مطلوبة منه الوساطة، بل اتخاذ موقف حاسم ومعلن حيال ما يجري من تهديد لوحدة العراق”.
أضاف “انضم إلينا فريق آخر من المحامين والمشاورين القانونين، وسنقدم يوم غد بشكل كامل دفوعًا أخرى وأسبابًا عديدة لإعفاء رئيس الجمهورية استنادًا إلى نصوص المواد (1 و67 و50 و61 ب) من الدستور”.