اراء و أفكـار

سيناء والإرهاب

الهجوم الغادر الذي قام به تنظيم «داعش» الإرهابي في العريش، شمال سيناء، وأدى إلى استشهاد نحو عشرين شرطياً، هو رسالة جديدة من هذا لتنظيم الإرهابي تقول إن جيش مصر، ورجال أمنها مستهدفون، لأنهم العمود الفقري للدولة بكل مؤسساتها، ولأنهم المظلة التي تحمي الشعب، والوطن، والسيادة. ولأن الإرهاب يستهدف مصر والدول العربية الأخرى بغية تقويضها، وتدمير مؤسساتها، وزرع بذور الفتن الطائفية والمذهبية فيها، وإشعال الحروب الأهلية الداخلية وصولاً إلى إضعافها وتفتيتها، فهو يرى في الجيوش العربية والقوات الأمنية عدوه الأول.
لذا نرى هذا التوحش الإرهابي، والإصرار على ضرب الجيش المصري لإضعاف مصر، وإدخالها في أتون الاحتراب الداخلي، كما في سوريا والعراق وليبيا، وبذلك يتم إخراجها من دورها الريادي كضامنة للأمن القومي، وبما يحقق أهداف العدو الصهيوني الذي يلعب دوراً خفياً أحياناً، ومكشوفاً أحياناً أخرى في دعم المجموعات الإرهابية، لأن نجاح الإرهاب يعني تحقيق هدف «إسرائيل» في إسقاط الدول العربية، وإقامة كيانات عرقية ومذهبية على شاكلتها تكون هي المحور الذي تلوذ به هذه الكيانات..وبذلك تتم تصفية القضية الفلسطينية، ويتم وضع حد للصراع العربي – الصهيوني.
إذاً، ما العمل؟
لا بد من التعامل مع هذا الإرهاب بما يستحق، ومن دون رحمة. وعندما تكون الأوطان في خطر لا بد أن يكون رد الفعل بمستوى الخطر. أي أن تكون اليد التي تضرب قاسية من حديد، من دون رأفة، أو رحمة، لأن هكذا إرهاب على نمط تنظيم «داعش» يعمل بما يتعارض مع كل القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية، ولا بد من التعامل معه بمستوى المواجهة الشاملة وبكل الأسلحة الممكنة، من دون تساهل، أو تردد، والجيش المصري لديه القدرة والإمكانات والعزم والإصرار.
فلتكن المعركة شاملة على كل أرض مصر، خصوصا في سيناء من أجل اجتثاث هذا الوباء الذي بدأ يتلاشى في العراق وسوريا، بما يؤكد أن هزيمته ممكنة.
لعل الفرصة متاحة الآن للانتقال إلى مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك، والتنسيق بين الدول التي تواجه الإرهاب، ووضع استراتيجية موحدة تضع فيها الدول العربية كل الإمكانات المتاحة لديها في معركة استئصال الإرهاب مرة واحدة، وإلى الأبد.
ماذا يمنع من تحقيق هذا الهدف الوطني والقومي ما دام العدو مشتركاً، والخطر يتوزع على الجميع من دون استثناء؟ لماذا لا تبادر مصر، الدولة العربية الأكبر والأكثر قدرة ومقبولية، إلى إنجاز هذه المهمة التاريخية؟

نقلا عن الخليج

مقالات ذات صلة