اراء و أفكـار

أمريكا وإيران.. معركة كسر عظم

قد تخبو الأزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران لفترة، إلا أنها سرعان ما تعود إلى الواجهة من جديد، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال يرى في طهران تهديداً لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، كما هي تهديد لاستقرار العالم من خلال إصرارها على المضي في مخالفة روح الاتفاق النووي، الذي تم التوقيع عليه عام 2015 مع ست دول كبرى، بينها الولايات المتحدة.
صحيح أن الأزمة بين أمريكا وإيران أقل حدة من تلك الناشبة مع كوريا الشمالية، إلا أنها تشهد تصاعداً منذ أشهر قليلة، فالمواجهة مع إيران، التي يتهمها ترامب بأنها دولة لا تحترم تعهداتها، تأخذ طابع الحدة، فترامب يؤكد أن طهران لا تحترم روح الاتفاق النووي الذي وقعته مع الدول النووية الكبرى، ويرى أن «تصرفاتها لا تتوافق مع شروط الاتفاق الذي استهدف تقليص برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية عنها».
دخل ترامب في صراع علني مع إيران، وصل إلى حد التهديد بمشاكل كبيرة في حال لم تمتثل لروح الاتفاق معها، لذلك لا يخفي انتقاده لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما، التي أنجزت الاتفاق النووي مع طهران، قائلاً إنه كان سيئاً وما كان يجب توقيعه. وأمس عادت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي لتطالب بضرورة الضغط على إيران لوقف برنامجها الصاروخي ودعمها للإرهاب، معتبرة أن إيران لا تزال مسؤولة عن دعم الإرهاب في المنطقة والعالم، وأكدت أنه لن يُسمح لها باستخدام الاتفاق النووي لاحتجاز العالم رهينة.
ورفع الإيرانيون من منسوب الأزمة من خلال خطوتين، الأولى تصويت مجلس الشورى (البرلمان) لصالح تخصيص مبلغ 520 مليون دولار لتطوير برنامجها الصاروخي رداً على العقوبات الأمريكية الأخيرة، والثانية تهديد الرئيس حسن روحاني بأن إيران قد تنسحب من الاتفاق الذي أبرمته مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي «خلال ساعات» إذا استمرت الولايات المتحدة في فرض العقوبات التي أقرتها عليها.
التلاسن بين المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين بشأن البرنامج النووي الإيراني يعكس توتراً متصاعداً بين الدولتين، فمنذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، تسير العلاقات من سيئ إلى أسوأ، خاصة أن أحد الوعود التي أطلقها في حملاته الانتخابية هو إلغاء الاتفاق النووي الموقَّع مع طهران.
تفتح المواجهة التي يقودها ترامب مع طهران مخاوف من أن يكون الشرق الأوسط ساحة خصبة لأزمات قادمة، المنطقة في غنى عنها، خاصة في ظل الخلافات بين واشنطن وكوريا الشمالية، رغم أن حدتها خفت قليلاً بقرار رئيسها كيم جون أون تجميد خطط مهاجمة جزيرة جوام الأمريكية، بعد أن كانت معدة للتنفيذ، وما أتبع ذلك من إشادة من قبل ترامب، الذي وصف قرار الرئيس الكوري الشمالي ب»الحكيم»، وهذا لاينفي أن المواجهة بين البلدين لا تزال مفتوحة، والحال ينطبق على إيران، المطالبة بتقديم ما يثبت أنها تمتثل لإرادة المجتمع الدولي من خلال الكف عن استخدام برنامجها النووي غطاء لتهديد أمن المنطقة والعالم.
نقلا عن “الخليج”

مقالات ذات صلة