اراء و أفكـار

هل يواجه العالم خطر حرب نووية؟

يجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه أمام تحد كبير بإمكانه التأثير على وضعه كرئيس مهاب أمام شعبه، ويتمثل في كيفية التعاطي مع الأزمة القائمة والخطيرة مع كوريا الشمالية، والتي تصاعدت في الآونة الأخيرة ووصلت لحد التهديد ب«الخيار العسكري الجاهز» للرد على أي هجوم نووي قد تقدم عليه بيونج يانج.
صعد ترامب من لهجته ضد كوريا الشمالية، التي سبق وأن هددت قبل أيام أنها ستجعل جزيرة جوام، التي تضم قاعدة استراتيجية أمريكية ترابط بها قاذفات قنابل، أثراً بعد عين، وأن خطة استهدافها ستكون جاهزة خلال الأيام القليلة القادمة، الأمر الذي دفع ترامب للتهديد بالرد، قائلاً إن على المسؤولين في كوريا الشمالية أن يتوقعوا رداً قاسياً على أي هجوم، سواء على الولايات المتحدة أو على أي من حلفائها، في إشارة إلى كوريا الجنوبية، التي يجري الحديث عن احتمال قيام ترامب بزيارتها قريباً، قائلاً إن «الحلول العسكرية أصبحت الآن جاهزة للتطبيق بشكل كامل، وفي وضع التأهب والجاهزية إذا تصرفت كوريا الشمالية بشكل غير حكيم».
زاد ترامب من نسق الحرب الكلامية والتهديدات ضد كوريا الشمالية عندما قال إنه إذا تلفظ الزعيم الكوري كيم جونغ أون بتهديد واحد في شكل تهديد علني، أو فعل أي شيء بشأن جوام أو أي مكان آخر، سواء كانت أراضي أمريكية أو تخص حليفاً لأمريكا، فسيندم على ذلك حقاً وسيندم سريعاً.
تصريحات ترامب الأخيرة تتسق مع مواقف شبيهة أعلنها قبل أيام، عندما قال إنه سيمطر بيونج يانج بوابل من «النار والغضب»، بعد إعلان كوريا الشمالية عن اختبار صاروخين بالستيين عابرين للقارات، وحديثها عن ضربة نووية لا تتوقعها الولايات المتحدة الأمريكية، لهذا يستشعر المسؤولون الأمريكيون خطورة المواجهة مع كوريا الشمالية، لأسباب عدة، أولها أن من يقودها شاب ثلاثيني، لا يعمل اعتباراً لأحد، ولا يرى في المواجهة مع واشنطن خطراً على بلاده والعالم، بل نوع من إثبات الذات وإظهار بلاده نداً للقوى النووية الكبرى، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
يُفهم هذا من تصريحات وزير الدفاع جيمس ماتيس، الذي أشار إلى أن اندلاع حرب مع بيونج يانج ستكون كارثية على الجميع، لهذا يأمل بأن تحل الأزمة معها بطرق دبلوماسية، رغم أنه أعلن عن استعداد وزارته لأي طارئ، حتى وصل الأمر حد إصدار وكالة الأمن الداخلي في جزيرة جوام منشوراً يقدم معلومات للسكان بشأن كيفية التعامل والاستعداد لأي تهديد صاروخي من قبل الكوريين.
المواجهة المفتوحة بين واشنطن وبيونج يانج، أثارت قلق العالم، خاصة الدول النووية الكبرى، ففي موسكو صنف وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، خطر المواجهة النووية بين البلدين بأنه «عال جداً»، واعتبر ما يحدث أمراً مقلقاً، مؤكداً وجود خطة روسية صينية مشتركة لحل الأزمة، فيما أشارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أن «تصعيد الحرب الكلامية رد خاطئ»، ويجب ألا يوجد مكان لحل عسكري.
«التوتر النووي» يعني أن هناك شعرة خفيفة تفصل بين التعقل المطلوب والجنون المرفوض، الذي إن حصل سيدفع ثمنه العالم بأسره.
نقلا عن “الخليج”

مقالات ذات صلة