مقتل شخصين واجلاء مئات الآلاف في بنغلادش جراء اعصار “مورا”
ضرب الاعصار “مورا” صباح الثلاثاء بنغلادش ما أسفر عن مقتل شخصين، كما تأثرت مخيمات تأوي اللاجئين الروهينغا في حين فر 450 ألفاً من سكان القرى الساحلية الأكثر تعرضاً لتهديد الإعصار.
وأعلنت الشرطة أن امرأة ورجلاً قتلا بسبب سقوط أشجار من جراء الرياح التي بلغت سرعتها 135 كلم في الساعة في مقاطعة كوكس بازار، الأشد تأثراً بالإعصار.
ويعيش نحو 300 ألف من المسلمين الروهينغا في مخيمات بالية بعدما فروا من العنف والاضطهاد في بورما المجاورة.
وأشار مسؤولون محليون إلى الدمار الواسع الذي لحق بالمخيمات موضحين أنه لم تتم أي محاولة لإجلاء الروهينغا. وتحدثوا عن اضطرار السكان إلى الهرب بحثاً عن مأوى في منتصف الليل.
وقال عبد السلام، أحد المسؤولين عنهم، انه “في بعض الاماكن، سويت جميع البيوت تقريباً المبنية من الصفيح وقصب البامبو والبلاستيك بالارض،” مضيفاً أن نحو 20 ألف مسكن تضرروا فيما أصيب بعض القاطنين بجروح.
وشكل كوكس بازار مأوى لمئات الآلاف من الروهينغا، وهي أقلية لا يملك معظم أفرادها جنسيات ويعيش أغلبهم في بورما.
وازادات أعدادهم بشكل كبير منذ الحملة الأمنية القاسية التي شنها الجيش البورمي ضدهم في تشرين الأول/اكتوبر الماضي ودفعت 70 الفاً إلى عبور الحدود إلى بنغلادش.
وبعيدا عن المخيمات، أجلت السلطات أكثر من 449 ألف شخص إلى مراكز ايواء خاصة للحماية من الأعاصير، بعدما رفعت مستوى التأهب من خطر عوامل الطقس الى الدرجة العاشرة مع اقتراب “مورا” حيث كانت خططت لإجلاء مليون شخص في البداية.
وقال غلام مصطفى، وهو مسؤول رفيع في الحكومة مكلف تنسيق عمليات الاجلاء، انه “تم إجلاء السكان إلى 400 مركز على الاقل للحماية من الاعاصير، بينها مدارس ومبان حكومية في المناطق الساحلية”.
ويأتي إعصار “مورا” بعد أيام من مقتل 183 على الأقل اثر هطول أمطار غزيرة في سريلانكا، حيث دفن العديد منهم في الانزلاقات الأرضية وشهدت الجزيرة أسوأ فيضانات تضربها منذ 14 عاماً.
ودائما ما تتعرض جنوب آسيا لفيضانات خلال فصل الصيف مع وصول الأمطار الموسمية. والثلاثاء، هطلت الأمطار على ولاية كيرلا على الساحل الجنوبي للهند، من حيث ستتأثر البلاد بأكملها.
– السير في المرتفعات ليلاً بحثاً عن مأوى –
وأكد محمد أنام، المنتمي إلى الروهينغا والذي فر إلى بنغلادش العام الماضي بعد اندلاع العنف في بورما، أن احداً من الأقلية، التي لم يسجل الكثير من أفرادها لدى السلطات، لم يتم اجلائه.
وقال “لا أحد جاء لينذرنا أو يجلينا. عندما وصلت العاصفة هرعنا إلى المدارس المحلية للبحث عن مأوى.”
وأوضح أن بعض الروهينغا عثروا على ملاذ آمن لأنفسهم في المدارس المحلية والمساجد، ولكن الآلاف بقوا دون طعام ومأوى.
وأكد لاجئ آخر، علي زاهر، أن اسقف المنازل ومدرسة والمكتب الذي يدير المخيم قد تدمرت.
ومن ناحيته، أقر المسؤول المحلي الرفيع، أنوار النصر، أن آلاف المنازل تدمرت، معظمها مصنوعة من الطين.
ووصف ظاهر علي الذي يعيش في مخيم للاجئين غير المسجلين، كيف ساروا في مناطق جبلية في عتمة الليل للعثور على مأوى في مسجد قريب فيما ضربت الرياح والأمطار منازلهم.
وقال إن “العديد بينهم نساء وأطفال أصيبوا بجروح أثناء محاولتهم الركض على التلال الزلقة لايجاد مأوى”.
وحذر مكتب الأرصاد الجوية من أن الإعصار قد يتسبب بعاصفة على ارتفاع 1,7 متراً حول كوكس بازار وشيتاغونغ وغيرها من المناطق الساحلية المطلة على خليج البنغال، التي يقطنها الملايين.
وتشهد بنغلادش عادة عواصف قوية بين نيسان/ابريل وكانون الاول/ديسمبر تتسبب بسقوط ضحايا وبأضرار واسعة.
وفي ايار/مايو الماضي، ضرب الاعصار “روانو” الساحل الجنوبي لبنغلادش فقتل 20 شخصاً واجبر قرابة نصف مليون على مغادرة بيوتهم.
وفي 2007 أدى اعصار “سدر” الى مقتل حوالي اربعة آلاف شخص وتسبب بأضرار قدرت قيمتها بمليارات الدولارات.
وتسببت الفيضانات والامطار الغزيرة بانهيارات ارضية في مناطق مرتفعة وهو ما سبب سقوط معظم الضحايا ووقوع الاضرار.
ولكن المتحدث باسم سلطة ادارة الكوارث، عبد الهاشم، قال “هذه المرة نحن اكثر استعداداً”.
وفي الهند المجاورة، نصحت السلطة الوطنية لإدارة الكوارث صيادي السمك في الساحل الشرقي لولاية البنغال الغربية بالبقاء في المرفأ.
وحذرت سلطات الأرصاد من رياح عاتية وأمطار غزيرة يمكن ان تضرب شمال شرق البلاد، رغم التوقعات بأن يضعف الإعصار مع مروره في البلاد.