ماذا فعلت السنوات بأساطير الدوري الإسباني؟
اللحية الضاربة للحمرة والشعر القصير يكفي لإدراك هذا الأمر، فهو ليس نفس الفتى الذي شارك لأول مرة بقميص برشلونة وهو في عمر السادسة عشر.
كان ذلك المراهق يتخفى خلف شعره الطويل غير المصفف، لكنه الآن بات رجلاً على مشارف الثلاثين تمكن من اكتساب كتلة عضلية لا بأس بها، يبدو دائما على أهبة الاستعداد، إلا أن بلاغته في الحديث مع وسائل الإعلام لم تتغير كثيرا، أو ربما بعض الشيء.
ومر “تحول” ميسي عقب خمسة عشرة عاما كلاعب محترف توج بكل الألقاب المحتملة مع ناديه بعدة مراحل، تتضمن تلك التي صبغ فيها شعره باللون البلاتيني، لكن الأبرز كانت بعض التحولات التي طرأت على شخصيته، فهو لم يعد بنفس الخجل وبات يترك لحظات يتحدث عنها الجميع ليس فقط عبر مهارته في تسجيل الأهداف.
وظهر مثالان مؤخرا على هذا الأمر، مثل الصورة التاريخية التي التقطت له حينما وقف أعلى لوحات الإعلانات في مباراة باريس سان جيرمان في اياب ثمن نهائي دوري الأبطال حينما حقق البرسا انتفاضة تاريخية تأهل بفضلها لربع النهائي، كأنه يقول للجميع “أنا هنا”، أو تلك التي تركها عقب هدفه القاتل في كلاسيكو الليجا الأخير حينما نزع قميصه ورفعه أمام جماهير البرنابيو كأنه يقول أيضا “أنا ميسي.. الآمر الناهي”.
طرأت تغييرات كثيرة أيضا على خصمه الرئيسي في هذا الزمان، البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد الذي يهتم كثيرا بمظهره ويعتبر نفسه من أيقونات عالم الموضة، وهو الأمر الذي لا يأتي من فراغ، ففي النهاية هو بطل العديد من الحملات الدعائية.
وتمكن كريستيانو بمرور الوقت، وعقب حقبته في سبورتينج لشبونة ومانشستر يونايتد من زيادة كتلته العضلية بصورة كبيرة ومدى تناسقه، فيما أنه على صعيد الشخصية قلل كثيرا من تصريحاته التي يراها البعض نوعا من الغرور أو الغطرسة، وإن كانت لا تزال تظهر بين الحين والآخر.
ترك مرور الأيام أيضا أثره على لاعبين مثل أندريس إنييستا، وكانت أبرز مظاهره معاناته من تساقط الشعر وظهور اللون الرمادي في رأسه، فيما أن البرازيلي نيمار على سبيل المثال لا يتوقف عن تغيير طريقة تصفيف شعره وصبغه بألوان مختلفة، بخلاف عشقه الدائم للأوشام.
تغييرات واضحة:
سيرخيو راموس قائد ريال مدريد هو واحد من ضمن الأسماء التي تغير مظهرها كثيرا ومر بمراحل متنوعة: شعر طويل، قصير، مصبوغ، مقصوص، ولا يقتصر الأمر فقط على الشعر، بل أيضا اللحية بجانب الأوشام التي تغزو جسده.
وعلى صعيد الشخصية، فإن راموس بدأ بمرور الوقت يكتسب طابعا قتاليا، ربما يميل للتهور بعض الشيء الذي يكلفه الكثير من البطاقات، لكن الأهداف الحاسمة التي يسجلها مع الريال غالبا ما تشفع له، بخلاف دور القائد الذي بدأ في تحمل مسؤوليته منذ رحيل إيكر كاسياس عن الريال.
التشيلي أرتورو فيدال هو الآخر ليس استثناء حيث مر بعملية تحول كبيرة تجعل صورته في بداياته تختلف كثيرا عن هيئته الحالية، وخير دليل على هذا هو “العُرف” الذي يتوسط رأسه كأحد أشكال المحاربين القدامى، بخلاف طريقة حلاقة لحيته الرفيعة.
من ضمن اللاعبين الذين تغير مظهرهم أيضا، الويلزي جاريث بيل، صاحب الأذنين الكبيرتين في الصغر والذي كان دائما ما يحاول اخفائهما بإطالة شعره، وهي العقدة التي أصبحت من الماضي بالنسبة له، لكن ظهرت له عقدة جديدة تتمثل في تساقط الشعر بأماكن معينة من رأسه، الأمر الذي دفعه لتغيير طريقة تصفيف شعره، بل وتسبب له في انتقادات أحيانا لأنه كان يقوم بربطه أثناء المباريات.
وعلى صعيد التطور الشخصي، فيبدو أن جاريث بيل لم يتمكن حتى الآن من إثبات استحقاقه كل المبلغ الذي دفعه ريال مدريد لجلبه من توتنهام الإنجليزي.
المصدر : كووورة