توتنهام ينقل صراعه مع تشيلسي إلى كأس إنجلترا
ربما تملك جماهير توتنهام هوتسبير بعض العذر في إيمانها بمقولة “إن لكل شيء نهاية”، عندما يواجه فريقها الجار اللندني تشيلسي في الدور قبل النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بعد غدٍ، السبت.
وتركت عقود من الألم أثرها على فريق كان يتفوق على منافسه لذا فإن الفوز في ويمبلي لن يشفي جراحا قديمة فقط، بل سيمنح توتنهام الأمل في الصراع على لقب الدوري المحلي الممتاز ضد تشيلسي الذي يدخل المنحنى الأخير.
وبينما سيمنح الفوز توتنهام فرصة الوصول للنهائي للمرة الأولى منذ حصده اللقب على حساب نوتنجهام فورست في 1991، وربما في مواجهة غريمه اللندني الآخر أرسنال، الذي سيلعب ضد مانشستر سيتي يوم الأحد، فإن ذلك ربما سيكون له الأثر الأكبر على الأسابيع الأخيرة من الموسم.
وفي غضون أسابيع قلص توتنهام الفارق مع تشيلسي من 13 إلى 4 نقاط بفضل الأداء المذهل للفريق وهزيمة فريق المدرب أنطونيو كونتي أمام كريستال بالاس ومانشستر يونايتد.
وربما تزيد متاعب تشيلسي لو خسر أمام منافسه المتألق الذي انتصر في آخر 7 مباريات في الدوري.
وعلى العكس، فإن فوز تشيلسي سيفتح الطريق أمام فوزه بثنائية الدوري والكأس والذي تحقق لآخر مرة تحت قيادة كارلو أنشيلوتي في 2010.
وقال جاري كاهيل مدافع تشيلسي “بعيدا عن جماهير الفريقين فهذه مباراة مثيرة وفرصة لنا للوصول إلى النهائي. فريقان رائعان يتنافسان ضد بعضهما البعض”.
وأضاف “كل لاعب كبير يستمتع بالمباريات الكبيرة وهذه مباراة كبيرة للغاية لكنك تستمتع بها فقط عندما تفوز. تركيزنا ينصب على تحقيق الفوز ثم العودة إلى الدوري”.
وكان آخر لقب لتشيلسي من ألقابه السبعة في كأس إنجلترا في 2012، عندما واجه توتنهام في الدور قبل النهائي.
لكنها كانت ذكرى مؤلمة لتوتنهام الذي خسر 1-5 بفضل هدف خوان ماتا المثير للجدل.
ولو لم يكن ذلك مؤلما بشكل كاف بالنسبة لفريق المدرب هاري ريدناب في ذلك الوقت فإن الألم كان مضاعفا عندما انتهى حلم المشاركة في دوري الأبطال عندما تغلب تشيلسي على بايرن ميونيخ في النهائي ليفوز باللقب.
وأنهى توتنهام الدوري في المركز الرابع، بينما تشيلسي في المركز السادس، لكن الأخير تأهل لدوري الأبطال بصفته حامل اللقب وشارك توتنهام في الدوري الأوروبي.
وفي ذلك الصيف وبفضل المشاركة في دوري الأبطال نجح تشيلسي في خطف إيدن هازارد الذي كان يسعى توتنهام لضمه.
وتواصل الألم في العام الماضي عندما احتاج توتنهام لتحقيق أول فوز على تشيلسي في ملعبه ستامفورد بريدج في 26 عاما للحفاظ على آماله في اللحاق بليستر سيتي والفوز بالدوري.
ورغم تقدمه بهدفين إلا أن تشيلسي نجح في خطف التعادل 2-2 في مباراة فقد الفريق الضيف فيها أعصابه وحصل 9 من لاعبيه على إنذارات.
وفيما بين ذلك انتصر تشيلسي بقيادة مدربه جوزيه مورينيو 2-صفر على توتنهام في نهائي كأس الرابطة الانجليزية في 2015.
وآخر لقب لتوتنهام كان في 2008 عندما انتصر على تشيلسي في نهائي كأس الرابطة في ويمبلي، لكنه انتصر مرة واحدة في آخر 8 مباريات للفريق على هذا الاستاد، وهي إحصائية مقلقة حيث سيكون ملعبه الرسمي في الموسم المقبل.
ويحاول تشيلسي جاهدا إبعاد المنافسة على لقب الدوري عن مواجهة يوم السبت، لكن الانتصار سيمنح صاحبه الزخم من أجل الجزء الأخير من الموسم بكل تأكيد.
وبينما تجذب المواجهة اللندنية في الدور قبل النهائي الأنظار فإن التحدي بين الفريقين المنافسين على لقب الدوري يزيدها إثارة وتشويقا.