كيف أطاح زيدان بمبادئ أنشيلوتي؟
يستعد عُشاق كرة القدم العالمية والأوروبية على وجه الخصوص اليوم الأربعاء لقمةٍ كرويةٍ تجمع بين ناديي بايرن ميونيخ وريال مدريد على ملعب أليانز أرينا في إطار ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
وفي هذا اللقاء سيكون زين الدين زيدان المدير الفني للنادي الملكي على موعدٍ جديد مع معلمه كارلو أنشيلوتي الذي يُشرف على تدريب النادي البافاري.
ضمن تغطيته الخاصة لهذه المواجهة، “” يسرد في هذا التقرير كيف أطاح زيدان بمبادئ أنشيلوتي؟.
9 أشهر بعد فوزه بكأس العالم مع منتخب بلاده فرنسا، كان مُستقبل زين الدين زيدان مع أنشيلوتي في يوفنتوس تحوم حوله كثيرٌ من علامات الاستفهام.
في ذلك التاريخ نشرت صحيفة “كوريري ديللوسبورت” الإيطالية تقريراً مفاده أنَّ ابن الـ 26 عاماً في طريقه للرحيل عن صفوف يوفنتوس في ختام ذلك الموسم.
وأرجعت السبب في هذه التكهنات إلى خُطة أنشيلوتي المقدسة 4-4-2 التي لا مكان لزيدان بها وهو المدرب الجديد لليوفي الذي جاء خلفا لمارشيلو ليبي، والذي لا يهتم بالأسماء على حساب خطته.
ففي فترته مع بارما كان لاعبون أمثال أديلتون، بلومجفيست وتوماس برولين ضحايا لخطته لكنَّ الضحية الأكبر كان جيان فرانكو زولا الذي لم يتنازل أنشيلوتي عن مبادئه لأجله.
ويقول أنشيلوتي في حديثٍ سابق لصحيفة “جارديان” االبريطانية: “ربما ارتكبت خطأ في قضية زولا، كنت ألعب بخطة 4-4-2 لكنَّه أراد أن يلعب في العمق كمهاجم متأخر وهو ما لم يتماشَ مع تلك الخطة”.
وأضاف: “ربما لو قمت بتغيير خطتي وأسلوب اللعب لكان زولا في بارما ولم يرحل لتشيلسي”.
زولا لم يكن ضحية أنشيلوتي و4-4-2 الوحيدة، حيث تخلى أنشيلوتي أيضاً عن فكرة ضم العملاق روبيرتو باجيو لأجل عيون خطته غير القابلة للتغيير حيث رفض في تلك الفترة شراء اللاعب.
ووقع باجيو مع بولونيا وسجل 22 هدفا في 30 مباراة ذلك الموسم أكثر بـ 6 أهداف مما سجله مهاجما أنشيلوتي آنذاك إنريكو تشيسا وهيرنان كريسبو.
بارما أنهى موسم 1996-1997 في المرتبة الثانية خلف يوفنتوس لكنَّ 13 فريقاً في ذلك الموسم سجل أكثر من كتيبة أنشيلوتي.
وعندما حلَّ أنشيلوتي بديلاً لليبي في تدريب البيانكونيري، لم يجد الفرنسي تيري هنري آنذاك خبراً أسوأ من ذلك.
المهاجم الفرنسي كان بطبيعة الحال ساخطاً حيال وضعه في تشكيلة ليبي المعتمدة على خطة 3-5-2 ومع أنشيلوتي اتجهت الأمور للأسوأ ليكون هنري الضحية الجديدة لخطط أنشيلوتي.
وفي كتابٍ حول السيرة الذاتية لهنري يقول أنشيلوتي: “لم أكن أتخيل فكرة إشراك هنري في منتصف الملعب، فهذا ليس مكانه وهو لم يخبرني بقدرته على المشاركة به”.
ويُضيف: “هنري لم يغادر بسببي أو بسببه شخصياً، غادر بسبب مشاكله مع النادي”.
ولن ينسى هنري في تلك الفترة فضل آرسين فينجر عليه والذي أشرف عليه في موناكو ثم استقطبه إلى آرسنال حيث قارب النجاة الذي سجل فيه هنري 228 هدفاً.
لكنَّ كل هذه الضحايا في كفة ومُستقبل زين الدين زيدان النجم الذي يتوقع العالم له الكثير في كفةٍ أخرى حيث جعل أنشيلوتي يتخلى عن مبادئه.
وقال أنشيلوتي في حديثٍ عن زيدان: “عندما وصلت يوفنتوس قمت بتغيير رؤيتي الفنية، والسبب في ذلك كان زيدان، لم أرغب في رحيله”.
وتابع: “كيف يمكن لي أن أُشرك موهبةً مثل زيدان في خطة 4-4-2 على أحد الرواقين، لا يمكن إطلاقاً”.
فكان الفرنسي في يومٍ ما سبب تغيير مبادئ كارلو الذي غير خطته ليلعب بشكل جديد معتمدا على مركز اللاعب الحر خلف المُهاجم القادر على التحرك وإضافة النزعة الهجومية.
المصدر : كووورة