اراء و أفكـار

الإرهاب من جديد

وضرب الإرهاب من جديد.. ذاك الإرهاب الذي يستهدف الإنسان دون أن يفرق بين دين وآخر أو بين رجل وامرأة وطفل.. هو يستخدم أدواته ليقتل معلناً عن وجوده وتحديه لكل الدول دون استثناء.

ما حدث في مصر حدث في السويد قبل أيام وسيحدث في دولة أخرى طالما كان الجهد الدولي في مكافحة الإرهاب مفرقاً غير متحد، طالما لم يتفق العالم على تحديد ماهو الإرهاب كما هو حاصل الآن، فالإرهاب لا يبدأ بالسلاح إنما يبدأ باعتناق الفكر الضال الظلامي المعادي للحياة ومعانيها السامية، يتكون من أفكار تلوي أعناق النصوص الدينية ليكون الإقناع باسم الدين أيا كان ذلك الدين أو تلك العقيدة، فالمطلوب أن يكون هناك من يؤمن بأن ما يفعل هو الأمر الصحيح عن اقتناع كامل يقدم فيه حياته قرباناً لتحقيق ما استطاع الغير أن يقنعه أن ما يقوم به هو قمة التضحية من أجل الافكار والمبادئ التي اعتنق.

مناطق النزاع في العالم العربي بيئة حاضنة مفرخة للإرهاب بما تعيشه من مآسي وظروف معيشية صعبة وأوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية مضطربة، فمنطق منظري الإرهاب يروج أن ما يحدث في سورية على سبيل المثال لا الحصر يعطي التنظيمات الإرهابية ضوءاً أخضر لإيجاد قنابل بشرية متحركة تعاني ظروفاً تجعل الحياة والموت متساويين، بل قد يكون الموت في سبيل معتقد حتى لو كان خاطئاً أفضل من الحياة تحت ظروف القهر والعيش المهين، فما يفعله النظام السوري بجرائمه ضد الإنسانية يغذي نزعة الإرهاب تحت أي مسمى كان، فذلك النظام الوحشي يمارس الطغيان بصور لم تعرفها البشرية من قبل، يمارسه غير مبال بالنتائج وما مجزرة خان شيخون إلا واحدة من أدلة كثيرة حية على بشاعة ممارساته.

ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننسى إرهاب الدولة التي تمارسه إيران دون أن تلقى الردع المناسب من المجتمع الدولي، فإيران هي أساس الإرهاب ليس في المنطقة العربية وحسب بل تعداها إلى دول العالم من خلال أذرعها الإرهابية بالإضافة إلى استضافتها للجماعات الإرهابية ودعمها بكل السبل الممكنة.

العالم يخوض حرباً شرسة لا هوادة فيها فإما أن يتحد اتحاداً لا لبس فيه أو أنه سيظل أسيراً لظاهرة قد تقوض حضارته.

نقلاً عن “الرياض”

مقالات ذات صلة