اراء و أفكـار

دعوة الشيخ (جمال الضاري) لواشنطن واللقاءات المهمة : هل هي رسالة لـ (العبادي) أم رسالة لـ (مؤتمر أنقرة) …أم ماذا؟

قبل أقل من عام عقد “المشروع الوطني العراقي” بقيادة الشيخ (جمال الضاري) مؤتمره الأول في العاصمة الفرنسية باريس. وبحضور شخصيات دولية وأقليمية وعربية. ناهيك عن الحضور العراقي وهو المعني في المؤتمر. وحينها رفض توجيه الدعوة للبعثيين الذين أصبحوا بـ 6 فصائل، ورفض دعوة هيئة علماء المسلمين لأنه لا ينتمي لها ولن يتحالف معها لأختلاف في التوجهات والرؤى….

ولقد لعبت الحكومة العراقية حينها دورا في منع الكثير من الشخصيات العراقية ” من الداخل” من السفر والمشاركة في مؤتمر باريس. ومارست ضغطا على الفرنسيين لإلغاء المؤتمر ولكنها فشلت.. وأوعزت الحكومة لإعلامها الشعبوي والديماغوجي والحزبي ليشن حملة ضارية ضد المؤتمر والمؤتمرين وكعادتها…. والسبب((( لأنها حكومة لا تفرّق بين القائد السني المعتدل والمفترض تنفتح عليه وتحاوره وتقويه… .. وبين القائد السني الذي يتحرّك ضمن أجندات خفية وراءها دول.. والغريب هو الطرف الذي تتهافت عليه أطراف الحكومة // وهو أمر غريب وعجيب/ ويبدو أن هناك أجندات سرية أو مصاهرات بزنس ومال وعمولات بين أطراف حكومية وتلك القيادات السنية التي تطالب بغير المألوف على مستوى المنطقة الغربية، وعلى مستوى الطائفة السنية/ وهؤلاء هم جماعة مؤتمر أنقرة الذي ولد ميتا بجهود شخصية من الكاتب عندما كشف المؤتمر السري وجميغ أجنداته والأسماء المشتركة فيه!!.) ونجزم كانت الحكومة تعلم بالمؤتمر وسكتت لأسباب خفية…. ونجزم كانت زعامات التحالف الوطني الشيعي سعيدة لأنها كانت تتوقع ولادة (تحالف سني) لكي يتقاسما السلطة والنفوذ للخمس سنوات المقبلة .وبالتالي تذهب السعادة لإيران وتركيا ليتقاسما النفوذ في العراق. ولكن فشلت الخطة بجهود الخيرين!!.

ــــــــــــ
المشروع الوطني العراقي: ــ
********
في حينها وأثناء “مؤتمر باريس” كتبت تحليلا مختصرا( وثبت أخيرا صدق التحليل!!)..وقلت اننا أمام مرحلة جديدة في العراق. ولكن هذه المرة (مقلوبة) أي سيصبح الأهتمام والتنظيم لصالح (السنة) وعلى نفس طريقة تعامل الدوائر الأميركية مع “الشيعة” قبيل الغزو للعراق.. وقلت في ذلك التحليل ( لو رفعنا كلمة ” المشروع” ووضعنا كلمة ” المؤتمر”.. سيصبح لدينا المؤتمر الوطني العراقي…. والذي هو بزعامة المرحوم الدكتور الجلبي والذي كان الشخصية الشيعية الأبرز، والشخصية المقربة لواشنطن!!) والمؤتمر الوطني هو الذي مرر قانون تحرير العراق وهو الذي هندس المعارضة العراقية، وهندس الشيعة على مراحل حتى وصول ولادة التحالف الوطني العراقي وهنا أنقلبوا الإسلاميين على الجلبي وتنكروا لفضله الكبير……..

فالمشروع الوطني العراقي اليوم هو ( رأس القاطرة) على المستوى “السني” وعلى المستوى الوطني لولادة عملية سياسية جديدة. وأن الشيخ ” جمال الضاري” هو أحمد الجلبي الجديد. ولكن بأختلاف التوقيت والأهداف. أي الضاري يتفاوض على تاهيل العراق وأعماره، وأنهاء الطائفية والهيمنة الأقليمية والتدخل في شؤون العراق، وفرض المصالحة السياسية والمجتمعية لولادة عملية سياسية جديدة وواسعة ليس فيها محاصصة وطائفية. وهذا ما أكده وزير الخارجية الأردني أثناء قمة البحر الميت في 29/3/2017 عندما قال ( سندعم العراق في المصالحة وولادة عملية سياسية جديدة)………..

وفي نفس الوقت أن دعوة الشيخ ( جمال الضاري/ قائد المشروع الوطني العراقي) لزيارة واشنطن واللقاء بمساعدي الرئيس ترامب، وبرؤساء اللجان المهمة في الكونغرس، وبأعضاء من الكونغرس، وبكبار الباحثين في معهد بروكنغز، ومعهد واشنطن تعني ( نسف مؤتمر أنقرة ومقرراته الطائفية والتقسيمية، ونسف الزعامة السنية التي أراد فرضها مؤتمر أنقرة). … لا سيما وأن الشيخ (جمال الضاري) رفض الحضور في مؤتمري جنيف، وأنقرة وأصدر بيانا ناقدا لهما.
ــــــــــــــــــ

زيارة الشيخ جمال الضاري بعد زيارة العبادي مباشرة!!
ــــــــــــــ

1. كان لدي علم وبشكل سخصي ومن مصادر أميركية أن هناك دعوة قد وجهت للشيخ “جمال الضاري” للسفر نحو واشنطن في 25/3/2017 وكانت التعليمات الأميركية أن يصل الشيخ ” جمال الضاري” بعد مغادرة “العبادي” الأراضي الأميركية. لكي لا تؤول الأمور بغير مقاصدها.. ولكي يُسمع من العبادي أولا، ولكي يُسلم العبادي ما هو مطلوب منه لينفذه دون نقاش ثانيا….. وبالفعل غادر العبادي محمل بالهموم والخوف والتوجس بما هو مطلوب منه لينفذه لأن معظم الطلبات تقترب من الخطوط الحمراء التي يرتعب منها العبادي الذي عُرف بالتردد !!.

2. كان لي الشرف عندما طُلب مني شخصيا كخبير عراقي كتابة ( مقترحات تحتوي على بعض الحلول.. والتأشير على أهم المعضلات التي تواجه ولادة عملية سياسية جديدة في العراق!!) وبالفعل كتبتها وأرسلتها الى “المعهد الأميركي ؟؟؟؟؟؟” الذي طلبها مني عبر باحثين من الطراز الأول ومن المقربين للأدارة الأميركية. وأشرت أن أهم معضلتين على الأدارة الأميركية القيام بها ( أعادة النظر بقانون الإنتخابات.. لأن قانون مجحف، و بقائه يعني بقاء هيمنة نفس الوجوه التي رعاها جو بايدن، وبقاء نفس الحركات السياسية التي توالي دول غير أميركا…. وأيقاف عمل المفوضية الخاصة بالإنتخابات ..واللجوء الى ترشيخ قضاة نزيهين من مجلس القضاء الأعلى. ويطعمون بقضاة من أميركا وبريطانيا والإتحاد الأوربي ومصر وماليزيا….. وفسح المجال لجميع الفئات بالأشتراك في الإنتخابات…. ونقاط أخرى!!).. وبالفعل نوقشت في لجان الكونغرس.

3. لقد وصل الشيخ ” جمال الضاري” الى واشنطن. ولم يتوقع هذا الإستقبال والأهتمام بشخصيته. ولقد علمتُ أن جميع الأطراف الأميركية التي التقاها جمال الضاري أشادت برؤيته (العابرة للطائفية، وبرؤيته لعراق جديد) وأشادت بالوضوح الذي قدمه الشيخ جمال الضاري بحيث علق ( رئيس لجنة في الكونغرس : أننا لم نسمع من قبل هذه القضايا وتلك المشاكل وهذه الشجاعة بالطرح!!)

4. وبعد أقتناع الأطراف الأميركية بالرؤى التي قدمها الشيخ ” جمال الضاري” قاموا بتكريمه بـ (حضور جلسة في مجلس الشيوخ الأميركي) وكانت حول السياسات التي يجب أتباعها لمواجهة إيران…. والتي كانت تحت عنوان ( ماهي السياسة التي يجب على الولايات المتحدة الأميركية أتباعها لمواجهة إيران)… والتي قدم من خلالها (معهد بروكنغز ، ومعهد واشنطن) مقترحات ورؤى على الخطة……. وبعد أنتهاء الجلسة التقى الشيخ ( جمال الضاري) بأعضاء من الكونغرس الأميركي. وبالرؤساء الأقدمين للجنتي القوات المسلحة، والشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ والكونغرس.وكل على حده لبحث القضية العراقية، والقضايا الأقليمية. ورؤية المشروع الوطني العراقي!!.

5. التقى الشيخ ” جمال الضاري” بأهم عضوين في لجنتي الدفاع، والخارجية في الكونغرس. وهما السناتور ” كرس ميرفي” عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ.. والسناتور ” أدم سميث” عضو لجنة القوات المسلحة في الكونغرس…. ولقد تمت مناقشة الملفات التالية ( ملف الموصل والنازحين، ملف التجاوزات على المدنيين من قبل التحالف الدولي، ملف القضاء على الأرهاب، ملف كيفية أصلاح العملية السياسية وأعادة النظر فيها…. وملف المصالحة في العراق، ورؤية المشروع الوطني العراقي).. ولقد أشادا بالرؤى التي قدمت من الشيخ الضاري. وأوعزى الى جدول لقاءات أخرى لأهمية الملفات.

6. التقى الشيخ ( جمال الضاري) مع السناتور الأهم وهو “لندسي غاراهام” عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ وهو الذي يدير ويشرف على ملف أمن الولايات المتحدة…. وكان لقاء مهم للغاية… ولقد نوقشت معه (الإنتهاكات في الموصل والقصف الجوي الخطأ والمتكرر… وحذر الضاري من أتباع نفس الخطوات والسياسات السابقة والتي نفذتها أدارة أوبا وبوش الإبن.. وناقشا كيفية بناء عملية سياسية جديدة، ونوقش الملف الإيراني في العراق والمنطقة)!!.

7. لقد أزيد جدول الشيخ ( جمال الضاري) بأضافات جديدة على جدول الزيارة وهو يُحسب لمهنية وديناميكية وطريقة أقناع (الشيخ الضاري) بحواراته مع الأميركيين بحيث أنبثقت جلسات ولقاءات أخرى.. وتم الإيعاز بتأسيس لجان تخص العراق بأوامر الرئيس ترامب ومستشاريه بهدف تأسيس علاقة جديدة بين العراق والولايات المتحدة عنوانها الوضوح والصراحة.

8. لقد علم الشيخ “جمال الضاري” وعرفت ذلك من أعضاء الوفد بأن الرؤية الأميركية للعراق جديدة جدا وأن العراق سيصبح حليف أشتراتيجي للولايات المتحدة. وضمن أمنها القومي. ولن يُسمح بشريك جديد لواشنطن في العراق!.

9ـ سيلقي الشيخ ” جمال الضاري” عدة ندوات ومحاضرات في معاهد أميركية متخصصة حول العراق والتحديات الأقليمة ومشاكل العراق والرؤى لحلها.

بقلم: سمير عبيد – خبير في الشؤون السياسية والإستراتيجية

مقالات ذات صلة