هل يشفع ماضى نوكيا لاستعادة سوق الهواتف مجددًا؟
رحب عدد من مستخدمى موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بعودة هاتف نوكيا 3310 للأسواق مجددًا بعد اختفائه لمدة 17 عامًا، والذين يستعيدون معه ذكريات الطفولة ومشاعر الحنين للماضى فى استخدام أجهزة الهواتف المحمول.
قال أحد المستخدمين عبر صفحته الشخصية، إن هاتف نوكيا 3310 من أفضل الهواتف التى قمت باستخدامها، مضيفا «عاش معايا 10 سنين وبطاريته بتستحمل وتعيش»، بينما علق آخر: «كان موبايل أصيل وبيعيش وأول ما ينزل السوق هشترى واحد».
وأعلنت «شركة إتش إم دى» المصنعة لهواتف نوكيا منذ أيام عن نيتها طرح هواتف جديدة فى مؤتمر برشلونة الدولى للاتصالات خلال الفترة من 27 فبراير وحتى 2 مارس المقبل، ومنها هاتف 3310 بسعر 62 دولارا، موضحة أن الإصدار الجديد سيحتوى على عدة مزايا منها آلة حاسبة، وذاكرة تخزين كبيرة، وأربعة ألعاب شهيرة هى Snake II، Pairs II،Space Impact، Bantumi.
وأكد عدد من موزعى ومسئولى شركات الهواتف المحمولة أن طرح نوكيا مجددا سيكون على حساب العلامات التجارية الصينية، والتى ستنخفض حصصها السوقية تدريجيا، فى ظل ارتباط نوكيا عاطفيا بعملائها القدامى، والذين كانوا يبحثون عن قوة البطارية وصلابة الجهاز.
ورأى هشام عبد الغفار، رئيس قطاع المبيعات بشركة بورولايد للإلكترونيات سابقا بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن الهاتف الجديد «نوكيا 3310» لن يكون منافسا قويا للعلامات التجارية المعروفة مثل «سامسونج» الكورية و«آبل» الآمريكية واللتين تمتلكان أكبر حصة من سوق الهواتف الذكية عالميا.
وقال إن عودة نوكيا مجددا ستكون على حساب البراندت الصينى بالسوق المحلية تحت مستوى ألفين جنيه ومنها «أوبو» و«VSUN» و«فيوا»، لافتا إلى استهداف الشركات العالمية حاليا مخاطبة الشباب عبر طرح أجهزة سمارت فون بأسعار معقولة بعكس نوكيا، والتى كانت تسعى للتركيز على شريحة المستخدمين كبار السن.
وكانت «مايكروسوفت» قد استحوذت على قسم الهواتف المحمولة بشركة نوكيا خلال عام 2014 فى صفقة بلغت قيمتها 7.2 مليار دولار، وطرحت هواتف “نوكيا لوميا” بالأسواق، لكنها لم تجد قبولا واسعا بين المستخدمين.
وأوضح مدير قطاع تطوير الأعمال بإحدى شركات الهواتف الصينية بمصر، أن نجاح الجهاز سيعتمد على سعره النهائى، وليس اسم «نوكيا» المعروف، مستشهدا بتجربة ألكاتيل لوسنت الفرنسية والتى فشلت فى طرح أجهزة بمواصفات فنية جديدة رغم اختفائها عن السوق العالمية لسنوات طويلة.
وأضاف أن كبار السن هم أقل الفئات استخداما لأجهزة السمارت فون، وتعتمد قرارات شرائهم على نصائح أبنائهم، مستبعدا قيام شركة «VMD» الفنلندية صاحبة العلامة التجارية “نوكيا” بطرح أجهزة بأسعار أقل من 2000 جنيه.
وتوقع موزع معتمد لأكثر من علامة تجارية، أن تأتى نوكيا فى المركز الرابع أو الخامس ضمن قائمة أكثر الهواتف مبيعا فى مصر خلال عام، بشرط تجديد تعاونها مع «راية» فى مجال خدمات الصيانة والدعم الفنى.
وأضاف أن ارتباط نوكيا بعملائها القدامى عاطفيا سيساهم فى تآكل حصص الشركات الصينية، ومنها «أوبو وشياومى» تدريجيا من سوق أجهزة الهواتف الذكية، مبينا أن ظهور الشركة يؤكد تقديمها خدمات قيمة مضافة للعملاء.
وكانت VMD قد طرحت مؤخرا جهازها نوكيا 6 فى السوق الصينية بسعر 270 دولارا، مزودا بشاشة مقاس 5.5 بوصة، ومعالج كوالكوم سناب دراجون 430، وذاكرة داخلية 4 جيجابايت، وكاميرا خلفية بدقة 16 ميجابيكسل.
وقال وليد رمضان، رئيس شعبة المحمول والاتصالات لدى الغرفة التجارية بالقاهرة، إن عودة نوكيا للسوق أمر جيد، ويرجع سبب اختفائها إلى عدم مواكبة التطورات التكنولوجية بالأسواق وأبرزها نظام التشغيل «آندرويد» واعتمادها فقط على «سيمبيان».
يذكر أن سامسونج تستحوذ على %40 من سوق الهواتف الذكية محليًا، تليها «هواوى» بـ%20، ثم htc التايوانية بـ%10، ولينوفو بـ %7، فيما تتقاسم النسبة المتبقية شركات صينية، أخرى منها أوبو، وVSUN، وتكنوموبايل.