مسؤول أممي: غياب الحلول السياسية لإنهاء حصار غزة يفاقم المعاناة الإنسانية
قال بو شاك مدير عمليات “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى” (أونروا) في قطاع غزة، الثلاثاء، إن غياب الحلول السياسية لإنهاء الحصار الإسرائيلي على القطاع المستمر للعام الحادي عشر على التوالي يفاقم من المعاناة الإنسانية لدى السكان.
وأضاف، خلال لقاء صحافي انعقد في مركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة: “من تداعيات استمرار الحصار الإسرائيلي ارتفاع معدلات البطالة والفقر وزيادة نسبة الإحباط والحزن لدى السكان”.
ولفت بو شاك إلى أن توسّع المساعدات الغذائية التي تقدّمها “أونروا” لتشمل نحو “مليون” لاجئ في غزة، أمر خطير له تداعياته، مؤكداً أن الحصار هو المُتسبب بهذه الزيادة.
وتابع: “هذه رسالة للمجتمع الدولي؛ فغزة لا تعيش في مجاعة، إنما تعيش تحت وقع حصار لا بد من إنهائه”.
وتفرض إسرائيل حصاراً على سكان قطاع غزة منذ نجاح “حماس″، في الانتخابات التشريعية في يناير/كانون الثاني 2006، وشدّدته منذ يونيو/ حزيران 2007.
وأعرب بو شاك عن تخوفاته فيما يتعلق بـالوضع المالي لـ”أونروا”، مشيراً إلى أن وكالته تواجه تحديات صعبة فيما يتعلق بملف “التمويل”.
وقال: “نعمل جاهدين لحشد التمويل اللازم كي لا نصل إلى نقطة تجبرنا على وقف خدماتنا الأساسية”.
وبيّن أن المفوّض العام لـ”أونروا” بيير كرينبول، يجتمع في “نيويورك” مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لإيجاد حلول مستدامة لتوفير احتياج وكالته من التمويل الأساسي، آملاً أن يُفضي الاجتماع إلى نتائج “إيجابية”.
وأوضح أن “أونروا” تواجه صعوبات في حشد التمويل اللازم لتغطية نفقات بدل الإيجار، التي تُدفع للعائلات التي هُدّمت منازلهم في القطاع، خلال الحرب الأخيرة.
وحذر البنك الدولي في تقرير له مؤخراً، من أن “الوضع القائم في قطاع غزة غير قابل للاحتمال” في ظل ارتفاع معدل البطالة الذي أضحى الآن الأعلى عالمياً بوصوله إلى 43 %، في حين لا يزال 40% من السكان يقبعون تحت خط الفقر.
من جانب آخر، توقع بو شاك إعادة إعمار ما بين ألفين إلى 3 آلاف منزل مهدم بشكل كلّي في قطاع غزة.
وقال: “نتوقع أن نحصل على تمويل يكفي لإعادة بناء تلك المنازل المهدّمة”.
ومن جانبٍ آخر، تطرق بو شاك إلى الوضع الميداني في قطاع غزة، قائلاً إنه يشارك الغزيين مخاوفهم من اندلاع حرب جديدة مُحتملة، حسبما تنشر وسائل إعلام محلية.
لكنه استبعد اندلاع موجة صراع جديدة في غزة، قائلاً: “المتتبع لتصريحات السياسيين الإسرائيليين وأعضاء الكنيست يدرك أن الطرفين غير معنيين باندلاع حرب”.
وتابع: “نأمل من الجميع الضغط باتجاه عدم اندلاع حرب جديدة. السكان في غزة بحاجة إلى فرصة أمل جديدة تُمكّنهم من بناء مستقبل آمن”.
وشنّت إسرائيل حرباً على قطاع غزة، في السابع من يوليو/تموز 2014، أسفرت عن استشهاد أكثر من 2322 فلسطينيا، وهدم نحو 12 ألف وحدة سكنية، بشكل كلي.