اراء و أفكـار

عنصرية نتنياهو المتجذرة

كان بنيامين نتنياهو الوحيد في العالم الذي هلّل لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إقامة جدار عازل على الحدود مع المكسيك، حيث قال في تغريدة له على «تويتر» إن «الرئيس ترامب على صواب.. وبناء الجدار فكرة عظيمة»، ما أثار حفيظة المكسيك التي أعربت «عن صدمتها وخيبة أملها» من «دولة صديقة»، كما أثار موقف نتنياهو حفيظة الجالية اليهودية في المكسيك التي «رفضت موقفه وعدم مشاطرته الرأي».
وبعيداً عن تأييد نتنياهو لجدار ترامب، وتداعياته في مجرى العلاقات بين «إسرائيل» والمكسيك، وبين المكسيك والولايات المتحدة، فإن موقف نتنياهو يعبر عما يستبطنه من نهج عنصري، وتمييز عرقي تجاه الآخر، أيّاً يكن هذا الآخر، ويعبر أيضاً عن رؤية يهودية متطرفة إزاء الشعب الفلسطيني الذي يمارس بحقه ما يراه في الجدار بين الولايات المتحدة والمكسيك.
إن ما يفعله نتنياهو على امتداد مساحة الجغرافيا الفلسطينية المحتلة، من تطهير عرقي، وتهجير، لتسهيل استكمال خطط التهويد، هو أمر طبيعي، نظراً إلى حقيقة أن الكيان كان يتبنى طوال عقود سياسات عنصرية ممنهجة، كان الجدار العازل الفاصل بين فلسطين 1948 والضفة الغربية أحد تجلياتها، لذلك ليس مستغرباً تأييد نتنياهو للجدار الأمريكي على طول الحدود المكسيكية.
كذلك ليس مستغرباً أن يتخذ نتنياهو من تأييد المحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية للسياسات «الإسرائيلية» العدوانية التوسعية، حافزاً لتسريع الاستيطان بشكل جنوني، وبلا أية قيود، أو ضوابط، وبشكل غير مسبوق، متحدياً المجتمع الدولي، والشرعية الدولية، ما دامت هذه الإدارة أعطت الضوء الأخضر، وهددت بمعاقبة السلطة الفلسطينية إذا ما قامت بأي رد فعل احتجاجي على ما تفعله حكومة نتنياهو.
لن يترك رئيس وزراء الكيان فرصة لإطاحة أيّة مبادرة ممكنة لتسوية سياسية، ولو بالحد الأدنى الذي يؤمّن الحقوق الفلسطينية، وهو بالتالي لن يترك مساحة على أرض فلسطين لإقامة دولة فلسطينية، ما دام قادراً على تحدي العالم، وبدعم أمريكي مكشوف.
نحن أمام واقع جديد يواجه القضية الفلسطينية، يقتضي من كل القوى الفلسطينية، والعربية مقاربة جديدة، ونهجاً جديداً في التعامل مع الكيان الصهيوني الذي يجهد لفرض أمر واقع يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية بالكامل.

نقلا عن “الخليج”

مقالات ذات صلة