اراء و أفكـار

عَزْل إيران ضروري للسلام في سوريا والعراق

تعقيدات المشهد الدولي، والإقليمي بالطبع، تفرض عليك أحياناً التلاقي مع خصومك في قضية ما على قاعدة «عدو عدوي صديقي»، أو ما شابه ذلك، وضمن هذ المفهوم أجد نفسي مضطرا لتأييد ما ذهب إليه «جيب بوش» شقيق الرئيس السابق جورج بوش الابن، من ضرورة لجوء دونالد ترامب إلى عزل إيران لتحقيق السلام في سوريا والعراق.
وأوضح جيب بوش حاكم ولاية فلوريدا الأسبق والعضو في المجلس الاستشاري لمجموعة «متحدون ضد إيران نووية»، أن عزل إيران يجب أن يتم على كافة الصعد، وأن واشنطن يجب أن تكون على أهبة الاستعداد للتخلي عن الاتفاق النووي معها.
ولدى الرجل الذي لا تعجبني مواقف عائلته وغطرستها على مر العقود ومعاداتها للحقوق الفلسطينية والعربية عموماً، أسباب وجيهة لوضع طهران عند حدها، إذْ أضاف في رسالة إلى ترامب أن قادة إيران أصبحوا أكثر جرأة حتى انتشرت «البصمة» الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة بسبب صمت إدارة أوباما إزاء استعراض إيران لقوتها، وتهديداتها لحلفاء الولايات المتحدة.
ويرى هذا السياسي الذي فشل في مسعاه ليصبح رئيساً للولايات المتحدة، أن ترامب ليس مطالباً بتمزيق الاتفاق على الفور، بل أن يمهد لذلك بإجراءات من بينها فرض حظر على سفر شخصيات سياسية في القيادة الإيرانية، مسمياً قاسم سليماني كواحد منها.
كما دعا إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد إيران لإطلاقها صواريخ بالستية واستمرارها في شحن الأسلحة إلى انقلابيي اليمن، كمثال على إفلاتها من المحاسبة والمساءلة رغم خرقها القرارات الدولية ولسلوكها الخارج على بنود الاتفاق النووي وروحه.
ولم يَفُتْ جيب بوش، مطالبة الإدارة الأميركية بالتحرك السريع لقطع الإمدادات المالية الإيرانية، وعدم تزويد شركتي بوينغ وإيرباص برخص لبيع طائرات إلى إيران، إلى أن تمتنع هذه الدولة المارقة عن استخدام الخطوط الجوية الإيرانية وشركات طيران أخرى لنقل الأسلحة والأفراد إلى نظام بشار الأسد وحزب الله.
وبعد أن ألحَ بوش على ضرورة وضع خطوط حمراء واضحة لوقف المضايقات الإيرانية المستمرة لسفن البحرية الأميركية في الخليج، ومواصلة طهران شحن الأسلحة المهربة إلى اليمن، وغيرها من الأنشطة الشائنة.
لكن الأهم بالنسبة لنا في هذه المنطقة من العالم التي تعاني أشد المعاناة من مشروع إيران التوسعي وإطلاقها أزلامها في الدول العربية إما للاحتلال أو بسط النفوذ أو الاستفزاز ونقل الأفكار المسماة بالثورية إلينا بما في ذلك الدفع نحو التشيع، هو ما قاله جيب بوش في رسالته: «على الولايات المتحدة أن تصبح أكثر صرامة في استهداف الاعتداءات الإيرانية في الشرق الأوسط، وينبغي دعم الجهود الجديدة التي يبذلها كلا الحزبين في الكونغرس لقلب قواعد اللعبة المزعزعة للاستقرار التي تمارسها إيران».
وأشار بوش إلى أن قانون منع زعزعة استقرار سوريا والعراق الصادر في العام الماضي، يشكل أساسا قويا ويمنح السلطات الأميركية حق فرض العقوبات على المنظمات الإرهابية والدول الأجنبية مثل إيران التي تهدد السلام والاستقرار في سوريا والعراق.

بقلم : مازن حماد

نقلا عن “الوطن القطرية”

مقالات ذات صلة