اراء و أفكـار

الغباء السياسي

منطق أعوج متعجرف يدل على خيال واسع لا يتخذ من المنطق أساسا لفكر سياسي جدير بالاحترام ذاك الذي صدر عمن يتصدرون المشهد السياسي في إيران ويخططون وينفذون سياستها الإقليمية التوسعية.

السياسة الإيرانية قمة في التناقض مابين الأقوال والأفعال، فإيران ترى أن المملكة تتدخل في الشأن اليمني والشأن البحريني وهذا وإن حصل فهو في نهاية الأمر شان عربي – عربي أي بين إخوة وأشقاء لهم كل الحق في أن يهتموا بشؤونهم بطرقهم التي يرونها مناسبة لتنفيذ المصالح المشتركة ودرء الأخطار المحدقة بهم وهو حق مشروع بكل المقاييس ليس له أطماع توسعية أو إعادة أمجاد إمبراطورية عفا عليها الزمن وانطوت في دهاليز النسيان!.

تدخلات إيران في المنطقة العربية لها أهداف توسعية واستعمارية وبالتأكيد عرقية عطفا على التاريخ والجغرافيا، فما شأن إيران بسورية أو العراق أو اليمن أو البحرين؟ اهو من اجل وجود مواطنين في تلك الدول يتبعون المذهب الشيعي؟ حتى ولو كان كذلك فليس لها أي حق في التدخل في شؤون تلك الدول التي كانت فيها المواطنة هي الأساس في التعامل وليس المذهب، ولكن بعد ثورة 1979 وبدء سياسة تصدير الثورة بدأت المشاكل حيث نصبت إيران نفسها – دون وجه حق – حامية للطائفة الشيعية رغم أنف تلك الطائفة التي يعارض الكثير من ابنائها وخاصة العرب الوصاية الإيرانية غير المبررة والمقرونة بسياسة الحديد والنار لإسكات تلك الأصوات الرافضة للوصاية.

وعندما يتحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني عن أن إيران “لا ترغب في إلغاء المملكة من المشهد السياسي في المنطقة” فهو بذلك جدير بجائزة (الغباء السياسي العالمي)، فمن هي إيران حتى تريد أو لا تريد، فإلى ما قبل الاتفاق النووي كانت دولة منبوذة – ولازالت – من المجتمع الدولي الذي كان يصنفها مع كوريا الشمالية كدول راعية للإرهاب ومازال.

الخطاب الإيراني المتعالي والسياسة العنصرية التي تمارسها إيران ومحاولاتها تمثيل دور الدولة المسالمة كل ذلك وأكثر لن ينطلي على دول المنطقة ولا المجتمع الدولي، فأفعال إيران ومواقفها واضحة للجميع ولا تحتاج إلى الكثير من التفكير لتبيان أهدافها.

نقلا عن الرياض

مقالات ذات صلة