اخبار العرب والعالم

ترامب ينخرط بشكل نشط في مجال السياسة الخارجية قبل أن يتقلد المنصب الرئاسى بالفعل

مع اقتراب موعد تنصيبه سريعا، ينخرط الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بشكل نشط في مجال السياسة الخارجية كما لو كان قد تقلد بالفعل المنصب الرئاسى.

وكانت العديد من ردود فعله وتعليقاته على السياسة الخارجية الأمريكية التي أبداها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مباشرة وفورية. كما أن العديد منها قوض وطغى على محاولات الرئيس باراك أوباما لوضع اللمسات الأخيرة على إرثه من السياسة الخارجية.

وجاء أشد انحراف لترامب عن سياسات إدارة أوباما، عندما طالب علنا باستخدام الولايات المتحدة لحق النقض (فيتو) ضد قرار في مجلس الأمن الدولي يدين التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية. وسمحت الولايات المتحدة بتمرير القرار من خلال امتناعها عن التصويت.

وعندما اشتكى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلا إن الإسرائيليين ليسوا بحاجة لـ”محاضرة” وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن توسيع إسرائيل لمستوطناتها، طالب ترامب الدولة بأن “تبقى قوية”.

وعندما اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم الرد بطرد دبلوماسيين أمريكيين بسبب خلاف القرصنة الالكترونية مع البيت الأبيض، وصف ترامب ذلك بأنه “خطوة عظيمة “، مضيفا “دائما ما كنت أعرف أنه ذكي جدا!”.

كما استخدم ترامب “تويتر” للإعلان عن آرائه بشأن القدرة النووية للولايات المتحدة، قائلا إنها ينبغي توسيعها، الأمر الذي يتناقض مع العقيدة الحالية.

وفي اشتباك مع الصين، قال ترامب إنه كان يمكن لبكين الاحتفاظ بالغواصة الآلية الأمريكية غير المأهولة التي أرادت إعادتها بعد مصادرتها.

وظهر الإحباط الواضح لإدارة أوباما عندما أجاب نائب مستشار الأمن القومي لشئون الاتصالات الإستراتيجية بن رودس عن نشاط ترامب، قائلا “هناك رئيس واحد فقط للولايات المتحدة حتى 20 كانون ثان/ يناير .. هذه سياسة أمريكية للحزبين منذ أمد طويل”.

ويمكن أن يشكل نقل السلطة بعد الانتخابات مسألة حساسة في أي بلد، ولكن عندما يتعلق الأمر بقوة عظمى، فالبلدان الأخرى تراقب باهتمام خاص.

وفي الولايات المتحدة ليست هناك أية قوانين تحكم بالضبط كيف ينبغي أن يمضي نقل السلطة قدما، الأمر الذي عمل على تعقيد الوضع.

ولا يتبع ترامب كذلك القواعد غير المكتوبة، ما وضع البلاد في حالة غريبة إلى حد ما . وفي الوقت ذاته، يقاتل مسؤولو إدارة أوباما لمنع ميراثه من التعرض لضربات كرة الهدم الخاصة بترامب.

ظاهريا، بدا انتقال السلطة يسير على نحو سلس، وسط إشارات ترامب إلى مدى ودية أوباما. ومنذ مقابلتهما المتوترة، ولكن المهذبة، في البيت الأبيض بعد يومين من الانتخابات، لم يكل أوباما من التشديد على كم هو مهم بالنسبة له حدوث انتقال سلمي.

وقال إن حقيقة أن هناك رئيسا واحدا فقط هي إحدى الوظائف الحيوية للديمقراطية – بنفس أهمية الحضارة والتسامح والالتزام بالمنطق، والحقائق والتحليل.

وذكر المتحدث باسم الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، شون سبايسر، أن ترامب ليس الشخص الذي يجلس وينتظر، حتى في مواجهة الانتقادات لرغبته في التحرك قبل الأوان.

وقال دوجلاس جي برينكلي، أستاذ التاريخ ومؤرخ الرئاسة بجامعة رايس في هيوستن “بشكل ما، ترامب يقوم بتحييد إدارة أوباما”.

وأضاف برينكلي لصحيفة نيويورك تايمز أنه بينما تجنب كل منهما مهاجمة الآخر شخصيا، فوراء الكواليس يعملان على تقويض كل منهما الأخر.

وكانت انتقالات أخرى سابقة للسلطة أكثر تحضرا.

فقد قال بيل كلينتون عام 1992 إنه يريد أن يؤكد للعالم استمرار الخط الأساسي للسياسة الخارجية الأمريكية، وبعد رفض الرئيس المنتخب عام 2000 جورج دبليو بوش الرد على إسرائيل وكوريا الشمالية، قائلا إن البلاد بحاجة إلى التحدث “بصوت واحد”.

وذكر أوباما أن الولايات المتحدة ستحافظ على هذه القيم وتحافظ على هذه المثل “طالما كنت الرئيس″.

لكن ترامب بدا عاقدا العزم على تعكير المشهد السياسي مرة أخرى في ليلة رأس السنة الجديدة مع عبارته الختامية لعام 2016 “عام جديد سعيد للجميع، بمن فيهم أعدائي الكثيرون وأولئك الذين حاربوني وخسروا الكثير لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون. محبتى !”.

مقالات ذات صلة