الاقتصاد

تواصل صعود الدولار يهدد عوائد الشركات ويقهقر الأسهم العالمية

%d8%aa%d9%88%d8%a7%d8%b5%d9%84-%d8%b5%d8%b9%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%b1-%d9%8a%d9%87%d8%af%d8%af-%d8%b9%d9%88%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa

شهدت أسواق الأسهم العالمية حول العالم تراجعاً طفيفاً عن الأداء الجيد الذي سجلته الأسبوع الماضي بعد فوز مرشح الرئاسة الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية قبل 10 أيام، نتيجة لتواصل ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى، إلى أعلى مستوى له منذ 13 عاماً، وارتفاع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأعلى مستوى له منذ عدة أشهر يوم الجمعة، وذلك على ضوء التوقعات المرتبطة بإمكانية أن يقود الرئيس المنتخب دونالد ترامب الاقتصاد الأمريكي إلى النمو بمعدلات جيدة والتشدد أكثر في السياسات المالية.

وبعد العديد من الجلسات المتباينة في الأسواق الآسيوية والأوروبية، فقد سجلت الأسواق العالمية إجمالاً تراجعاً عما حققته الأسبوع الماضي، حيث ارتفع مؤشر «ستاندر آند بورز 500» القياسي الأمريكي ب 0.77%، بفضل الأداء القوي لأسهم قطاع الرعاية الصحية، والتي جاءت بعد فوز ترامب بالمنصب الرئاسي.

وتماشت مع ذلك أسواق الأسهم البريطانية بأن حقق مؤشر «فاينانشيال تايمز 100» ارتفاعاً عند انتهاء التداولات الأسبوعية ب0.67%، على الرغم من التراجع الطفيف مقارنة بالأسبوع الماضي بسبب استمرار تراجع الجنيه الإسترليني الذي لم يتمكن من دعم النمو القوي الذي كان متوقعاً، معززاً بالهبوط الكبير الذي ضرب أسهم رولز رويس.

وأغلقت أسواق الأسهم الأوروبية تداولاتها الأسبوعية على ارتفاع أقل مما تحقق الأسبوع الماضي بسبب تراجع أسهم كبرى شركات التعدين الأوروبية، حيث سجل مؤشر «يوروفيرست 300» الأوروبي ارتفاعاً بمقدار 0.44%.

فيما سجلت أسواق الأسهم الآسيوية ارتفاعاً للأسبوع الثاني على التوالي بقيادة مؤشر «نيكاي 225» الياباني الذي أغلق جلسات تداوله الأسبوعية بارتفاع بلغ 3.41% على الرغم من الهبوط المتواصل للين الياباني.

وكان المستثمرون حول العالم في حالة ترقب للتغيرات الإيجابية التي كان من المتوقع ظهورها على أسواق الأسهم الأمريكية بشكل خاص، بيد أنها أخفقت في تحقيق الأداء الذي كان متوقعاً.

وسجل مؤشر ناسداك ارتفاعاً ملحوظاً في بداية التداولات الأسبوعية قبل أن يتقهقر بشكل طفيف بسبب القوة التي واصل الدولار الأمريكي اكتسابها على مدار الأسبوع الماضي، الأمر الذي أدى إلى تزايد القلق حيال أداء الاقتصاد الأمريكي في ظل هذا الارتفاع الأكبر منذ 13 عاماً.

وقد شهدت أسواق الأسهم والبورصات الأمريكية أداءا قوياً جداً عقب فوز دونالد ترامب بالرئاسة، خلافاً للعديد من التوقعات التي كانت تشير إلى أزمة كبيرة ستضرب تلك الأسواق حال فوزه في الانتخابات التي أثارت الكثير من الجدل، علاوة على أن انقضاء فترة الانتخابات الرئاسية أدت بالمستثمرين إلى الشعور ببعض الثقة بسبب ارتباط تلك الفترة بتقلبات كبيرة عادةً ما تشهدها المؤشرات.

ونتيجة لفوز ترامب، سجلت أسهم قطاعات الإنشاءات والبنوك نمواً ملحوظاً بسبب التصريحات التي أدلى بها ترامب وأكد فيها عزمه زيادة حجم الإنفاق على البنى التحتية والتخفيف من الإجراءات التشددية المرتبطة بذلك.

ارتفاع عائد سندات الخزانة

سجل العائد على سندات الخزانة الأمريكية ذات العامين ارتفاعاً بنقطة أساس واحدة بمعدل 1.05%، فيما سجل العائد على السندات ذات ال10 سنوات، والتي تعتبر ذات ارتباط أوثق بتوقعات التضخم، ارتفاعاً ب 3 نقاط أساس إلى وبنسبة 2.33 في أكبر ارتفاع لها هذا العام.

وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيسه مقابل سلة العملات الرئيسية العالمية الأخرى بمقدار 0.4% في تداولات الجمعة.

وتأثر كل من الين الياباني واليورو من موجة انخفاض ضربتهما، حيث سجل اليورو انخفاضاً ب0.3% في أطول خسائر متوالية له. فيما تراجع الين الياباني ب 0.4% إلى أدنى مستوى له منذ مايو الماضي.

كما تراجعت أسعار الذهب العالمية بمقدار 7 دولارات ليبلغ سعر الأوقية 1209 دولارات.

وتراجع سعر خام برنت القياسي العالمي ب0.3% ليبلغ سعر البرميل 46.36 دولار للبرميل.

رفع الفائدة اصبح وشيكاً

يقول مؤيدو الرئيس المنتخب ترامب من المحللين والاقتصاديين إن السياسات الاقتصادية المتوقعة أدت إلى ارتفاع كبير في الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى، فضلاً عن أن التوقعات المرتبطة برفع أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي أصبحت وشيكة وربما يتحقق ذلك في موعد أقرب مما كان متوقعاً بغرض احتواء معدلات التضخم التي بدأت في الاتساع مؤخراً.

وقالت جانيت يلين رئيسة الاحتياطي الفيدرالي خلال كلمة لها في الكونغرس إن رفع أسعار الفائدة سيكون قريباً جداً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً