اراء و أفكـار

تصريح نائب عن (المصالحة): يكشف أميّة “التحالف الشيعي” بخارطة المعارضة!!

15027367_1731404283852032_4590010067918644246_n

ــ عرض وتوضيح!!
بقلم: سمير عبيد – خبير سياسي وأستراتيجي

لقد أستفزتنا تصريحات صحفية لنائب عراقي من كتلة “المواطن” التابعة للسيد عمار الحكيم وهو النائب “الفايز”. وهو يتحدث عن تحركات وجهود وأتصالات رئيس التحالف الوطني /الشيعي السيد عمار الحكيم حول ما أطلق عليه أخيرا بـ (المصالحة الكبرى) وعلى غرار ما حصل في لبنان أخيرا .
ــ (ولنا السبق الصحفي بتحليل هذه الحالة.. وأكدنا بأن الدور قادم على العراق لتدوير زوايا المشهد السياسي العراقي.. ومثلما حصل في لبنان أخيرا بصفقة أيرانية أميركية عندما جلس عون رئيسا ،وكلف الحريري بتشكيل الحكومة، بشرط أشراك الجميع فيها، وأسقاط التهم عن جميع المطلوبين ومصالحة المتخاصمين…….. بل أكدنا بأننا سنرى العيساوي والهاشمي قريبا في بغداد، وسوف نقرأ ونسمع أسقاط التهم عن أثيل النجيفي، وأحمد أبو ريشة، وأعادة زيباري ..الخ ــ . وبالفعل باشرت الأطراف بما أكدنا عليه وأخذ السيد عمار زمام المبادرة من أربيل!!.
فالغريب بحيث لا يفرّق النائب الفايز وهو المقرّب الى السيد عمار، والعارف بخطواته بشأن المصالحة الكبرى المزعومة…بحيث لم يفرّق بين الدكتور ” مثنى الضاري” وبين الشيخ “جمال الضاري”!!!!!.
وهذه كارثة سياسية تنم عن عزلة سياسية. وتنم عن أميّة بما يحدث خارج أسوار المنطقة الخضراء. ويدل أنه ليس هناك خطة حقيقية للمصالحة الكبرى. فهي ليست عنجهية وغرور مثلما تفعل الأنظمة القوية والتي تتعمد تجاهل أسماء معارضيها!! بل هي بدائية سياسية. ولا ندري كيف يتحاور هؤلاء مع جهات وشخصيات قبلية وسياسية وعسكرية ودينيية واجتماعية لا يعرفون عنها إلا الأسم فقط!!؟
بحيث يقول النائب في تصريحاته ( ومن جملة الشخصيات والتجمعات التي حاورها السيد عمار والتي سيحاورها هي ” الهاشمي، والعيساوي، ومثنى الضاري، وزعيم هيئة علماء المسلمين الشيخ جمال الضاري”). !!
بحيث لا يعرف السيد النائب بأن كلمة الشيخ التي تتقدم أسم “جمال الضاري” هي شيخة عشائرية موروثة للرجل. وليست شيخة دينية تابعة لهيئة علماء المسلمين والذي زعيمها هو ( الدكتور مثنى الضاري).
أما الشيخ جمال الضاري فهو زعيم ورئيس اللجنة المركزية للمشروع الوطني العراقي “العابر للطائفية” والذي عقد مؤتمره في باريس قبل عام تقريبا. والذي رفض حضور البعثيين للمؤتمر في حينها. وكذلك لم يوجه دعوة لهيئة علماء المسلمين للأشتراك في المؤتمر. لأنه على فراق مع هيئة علماء المسلمين كونه ليس رجل دين، وكذلك لم ينتم الى الهيئة .وكانت علاقاته بها بسبب عمه الراحل الشيخ الدكتور حارث الضاري!!…
وعندما أصدرت هيئة علماء المسلمين بعض البيانات والمقالات بالضد من الشيخ (جمال الضاري وبالضد من مشروعه السياسي) سارع العقلاء بعقد مصالحة بينهما في الدوحة ولم تنتج إلا عن أتفاق بأن كل جهة ترى رؤيتها الخاصة بالعمل السياسي والوطني. وأختار الشيخ جمال الضاري أختيار العمل الوطني العابر للطائفية، والرافض لأشراك البعثيين ، وبعدم الرغبة بالعمل مع هيئة علماء المسلمين.
وهذا سر توافد الشخصيات الشيعية من ” شيوخ دين، ورجال قبائل، ومثقفين، وأساتذة جامعات، وأعلاميين وصحفيين …الخ” على مشروع الشيخ الضاري، وأسوة بالنخب السنية الرافضة للطائفية وللبعث والتي توافدت هي الأخرى على مشروع الشيخ جمال الضاري!!.
ناهيك أن مشروع “هيئة علماء المسلمين لمثنى الضاري” مشروع متقوقع. وليست له علاقات مع أصحاب القرار العالمي مثل الولايات المتحدة والأتحاد الأوربي وبريطانيا وغيرها. بل هي لها علاقات خاصة على سبيل المثال مع تركيا ومع قطر وبعض جهات خليجية وتخاصم أيران بقوة. ولم توافق بالحوار مع بغداد وترفض العملية السياسية أصلا……
أما ( المشروع الوطني العراقي لجمال الضاري) فله علاقات جيدة جدا مع الجانب الأميركي وممتازة مع الإتحاد الأوربي ،ولا بأس بها مع تركيا والخليج، ولم يضع فيتو مطلق ضد أيران بشرط أن حصل حوار لابد من وضع الثوابت. ولم يتقاطع مع الحكومة العراقية بشكل مطلق بل ترك باب الحوار مفتوحا بشروط!!.
****************
لهذا رغبنا توضيح أمر في غاية الأهمية للجمهور العراقي، وللرأي العام مادامت الأحزاب والحركات المنضوية تحت تسمية ( التحالف الوطني/ الشيعي) :
• مصرّة بالأبتعاد عن عمل رجال الدولة.
• ومصرّة على سياسية وأستراتيجية” تبويس اللحى” التي لا تلامس إلا قشور المشاكل والملفات والأزمات ولم يتوبوا منها..
• ومصرّة على عدم فتح الباب للكفاءات السياسية والأعلامية والصحفية لكي تساعدها وتنورها.. بل تصر على ترك الباب مفتوحا على مصراعيها للمبتدئين والمغمورين والفاشلين والأنتهازيين والفاسدين مع ترك حيز ضئيل للوطنيين وللكفاءات والخبراء والنزيهين والمصلحين!.
فرغبنا إعلام النائب “الفائز” وجماعة السيد الحكيم خصوصا ..وأحزاب وحركات التحالف الوطني/ الشيعي عموما بأن السيد ” مثنى الضاري” ضده بعض الملفات القضائية أسوة بالهاشمي والعيساوي وعلي الخاتم وأبو ريشة والنجيفي أثيل وغيرهم….
أما الشيخ “جمال الضاري” فليست ضده تهم قضائية أو جنائية وليس مطلوبا للقضاء وللسلطات العراقية أسوة بالآخرين.
وبالتالي فعلى الذي يسعى لمصالحة كبرى عليه معرفة أدق التفاصيل عن خصومه ومعارضيه وعن الأطراف المبتعدة عن العملية السياسية لأسباب أخرى..
. وعليه أن لا يضع الأسماء كلها في سلة واحدة …لأن هذا يسبب مشكلة.. جديدة فالناس ليست أفراد حماية عند السيد الحكيم أو موظفين عند الفايز أو عند أي طرف في التحالف الشيعي لكي يصطفوا في الطابور….. بل الناس مقامات وأتجاهات. ويجب أن يكون الكلام والتصريحات والتحركات والحوارات منتقاة ودقيقة وحذرة. ومن يجد أن هذا صعب عليه لأسباب حزبية أو شخصية أو مزاجية أو طائفية عليه الأبتعاد عن مشروع ما يسمى بالمصالحة الكبرى!!.
فالشرط الأول للمصالحة الكبرى هو الإيمان بالتنازل والتضحيات في سبيل أنجاح المصالحة الكبرى. والتي هي ليست رغبة عراقية هذه المرة بل هي أوامر أميركية أيرانية ومثلما حصل في لبنان….
نوضح ذلك … لكي لا يزايد البعض بالوطنيات والحرص على السلم الأهلي والوحدة الوطنية والتي كانت متروكة لمدة 14 عاما وباصرار من جميع أحزاب وحركات العملية السياسية!!..
ملاحظة:
أغلب الذين رقصوا لمشروع المصالحة الكبرى ليس حبا فيها ..بل ترحيبا بها عسى تكون قارب أنقاذ لبعض الأحزاب والحركات والوجوه التي أحترقت في الشارع العراقي ولم تبق ها حظوظ في المنافسة والبقاء!!..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً