العمق والسلاسة
العلاقات السعودية الصينية علاقات متطورة وتسير بوتيرة تصاعدية من أجل ترسيخ مفهوم الشراكة الحقيقة التي تم إقرارها العام 2008م بين البلدين وتطويرها بين الشعبين الصديقين وتعزيز التعاون الوثيق في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والإنسانية والعسكرية والأمنية والطاقة وعلى المستويين الإقليمي والدولي بما يرتقي بالعلاقات إلى مستوى أعلى كما جاء خلال زيارة الرئيس الصيني للمملكة في ذلك الوقت.
المملكة تقوم بدور فاعل في محيطها العربي والإقليمي من أجل السلم والاستقرار والتنمية المستدامة، وتحظى بمكانة مرموقة في المجتمع الدولي نتيجة لسياساتها المتوازنة التي تحظى باحترام وتقدير واسعين على مستوى العالم، كما أن تنوع علاقاتها شرقاً وغرباً يخدم مصالحها ومصالح الدول الأخرى من حيث التنسيق والتعاون والتكامل في مختلف المجالات.
والعلاقات مع الصين التي تعتبر واحدة من أكبر الأسواق المستوردة للنفط مهم جداً بالنسبة لنا.
كما أن توسيع قاعدة التعاون معها في مجال الطاقة سيكون له أثر إيجابي في نمو العلاقات سواء أكانت سياسية أم غيرها من المجالات المتنوعة.
خادم الحرمين الشريفين أكد في كلمة له خلال زيارته للصين عام 2014م أن هدف الزيارة هو الحرص على توثيق أواصر التعاون، وتعميق الحوار والتواصل، وتنمية علاقات البلدين الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والصناعية والثقافية والاستثمار والطاقة والتعاون الأمني.
وقال حفظه الله: “إن من شأن ترسيخ هذه العلاقة الاستراتيجية بين بلدينا على هذه المبادئ الخيرة، أن يسهم على نحو كبير في معالجة المشاكل والاضطرابات الإقليمية والدولية”.
سياسة المملكة تعتبر نموذجاً للعلاقات الدولية السياسية والاقتصادية، فكل الدول ترى في اتزان السياسة السعودية وتنوعها أسلوباً يجمع بين العمق في الطرح والسلاسة في التعامل بما لا يخل بمنظومة العلاقات أو يتعدى على سيادة الدول، وذلك الأسلوب ليس من السهل تنفيذه إلا إذا كانت الدولة متمكنة وقادرة على ممارسته وتمتلك الأدوات المناسبة لتمكينه في الواقع.. وهذا ما نفعل.
نقلا عن “الرياض”