اراء و أفكـار

حدودهم وصلت إلى البحر الأحمر

محمد يوسف
نهدي تصريحاً صادراً عن نائب قائد الحرس الثوري الإيراني إلى أبناء الأمة العربية، وخاصة إلى أولئك الذين مازالوا يتأرجحون ما بين وطنيتهم وعروبتهم وإسلامهم، وما يسمونه فكرهم، سواء كان فكراً حزبياً أو تنظيمياً، من لا يزالون يناقشون «إن كانت إيران تشكل خطراً على الخليج ومصر والأردن والمغرب وتونس والجزائر والسودان وموريتانيا أم لا»، ومازالوا يرددون الدعاية الإيرانية، بأن مساندة الشرعية في اليمن عدوان من دول التحالف!

هذا حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، يقول إن حدود بلاده وصلت إلى البحر الأحمر، وأن الحوثيين في اليمن يعتبرون ضمن القوة الإيرانية التي تواجه الخصوم في الشرق الأوسط.

ونقلت وكالات رسمية ووسائل إعلام إيرانية تلك التصريحات، وهي واضحة، ليس هناك اشتباه في كلمة أو معنى، وليس مطلوباً أن تخضع لتحليلات من خبراء ومتخصصين في الشأن العسكري أو السياسي!

البحر الأحمر أصبح ضمن حدود إيران، فقط لأن هناك قلة حوثية يمنية تبعت «الولي الفقيه» وتمذهبت بمذهبه، وهذا ما حذرنا منه كل الوطنيين العرب، فاليوم ليس مطلوباً التحلي بالمثالية، فالذي يحدث في المنطقة مواجهة من أجل نشر فكر وسيطرة دول، إيران تقودها، وتشعل فتيل الحروب من بلد إلى آخر.

في العراق هم الذين بدؤوا الفرز الطائفي بوساطة «فيلق بدر» وجماعة الجعفري والمالكي، قبل القاعدة وظهور داعش بسنوات، وفي سوريا هم الذين دوّلوا الصراع الداخلي في هذا البلد بتدخلهم العسكري، وهم الذين ارتكبوا المذابح ودمروا المدن قبل تدخل الروس..

وفي اليمن الصورة واضحة، فالحل السياسي جاء من دول الخليج، ولكنهم حركوا الأتباع الحوثيين بعصاباتهم التي احتلت المدن وأولها العاصمة صنعاء، ثم بصواريخهم التي نصبوها بالقرب من الحدود السعودية، في مركزهم بصعدة.

وغداً، إن تراخينا، وسمحنا لإيران بالاقتراب من الشواطئ اليمنية، سنعض أصابع الندم، لأننا أضعنا فرصة تحجيم إيران بوليها الفقيه وحرسه الثوري وحشوده الإرهابية، والتي هددنا بها ذلك النائب المدعو حسين سلامي، قائلاً: «إن قوات مدافعي الحرم ستقوم بتدميرهم»، ويقصد هنا الميليشيات الإيرانية التي تقاتل في سوريا، معتبراً إياها نواة لتنفيذ المخطط العدواني على الدول العربية.

غداً سيقول إيراني آخر، إن حدوده قد وصلت إلى الأطلسي لو ظهر بضعة متمذهبين هناك!

نقلاً عن “البيان”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً