أوباما والأزمة المستعصية
الأوضاع في سورية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم ولا نرى أي تقدم في المسار السياسي، بل على العكس هناك تراجع وعدم اتفاق رافقه تراشق بالاتهامات بين واشنطن وموسكو مما يؤكد بُعد الحل عن طاولة التفاوض.
مما زاد الأمر تعقيداً الموقف الأميركي من الأزمة وتسليم الملف، بقصد أو بدون قصد لروسيا، فأصبحت تتحكم في مساريه السياسي والعسكري فارضة إيقاعها على سير الأحداث، فإدارة الرئيس أوباما اتخذت موقفاً سلبياً من الأزمة منذ بدايتها وحتى اليوم، لم يكن الموقف الأميركي بذاك الموقف الذي يعطي مؤشراً لوجود نية لحل الأزمة لا سياسياً ولا عسكرياً، فإذا عدنا بالذاكرة إلى بدايات الأزمة السورية، قبل التدخل الروسي، سنجد أن هناك رؤية ضبابية تلبست موقف إدارة أوباما بين الانخراط في الأزمة من عدمه رافقه تخاذل في الموقف خاصة بعد فصول أحداث (الخط الأحمر) الذي تحدث عنه أوباما شخصياً حين تم الكشف عن استخدام النظام للأسلحة البيولجيوية والكيميائية، ولم يكن هناك أي خطوط حمراء مما دعا النظام إلى استخدامهما في مناسبات أخرى دون رقيب أو حسيب.
وحتى داخل الولايات المتحدة هناك انتقادات واسعة النطاق لإدارة البيت الأبيض للأزمة في سورية، حيث يقول مسؤول أميركي “إن خطط البيت الأبيض لكبح الفوضى في سورية أثناء ترك أوباما للرئاسة فشلت.” ، وهذا أمر طبيعي في سياق التذبذب وعدم وضوح الرؤية لمتخذي القرار على المستوى الرئاسي الأميركي وتشتت الاتجاه بين الحل السياسي والعسكري دون النجاح في أي منهما.
وكوننا على أبواب الانتخابات الرئاسية الأميركية فهذا يعني أن الملف بكامله سيحال لسيد أو لسيدة البيت الأبيض بكل تفاصيله الشائكة والمعقدة وسنرى إن كان هناك حل لواحدة من أطول وأصعب الأزمات في التاريخ الحديث.
نقلا عن الرياض