تقاطعات الأزمة السورية
أزمة اللاجئين أضحت أزمة تؤرق دول العالم دون استثناء؛ كون أسبابها لازالت قائمة ولا يوجد لها حل في الأفق، كما أن لها تبعات تزيد من المآسي الإنسانية، هذا عدا عن البعد الأمني والذي له تأثير سلبي على الدول التي تستقبل اللاجئين، وفي حال لم تتكاتف الدول لإزالة الأسباب التي أدت إلى موجات اللاجئين فإنها مرشحة للاستمرار لنشهد معها مآسي جديدة لا تقل فظاعة عما شاهدنا من قبل.
الأزمة السورية هي سبب رئيسي من أسباب اللجوء حول العالم هرباً من حرب طاحنة لا تبقي ولا تذر، أكلت الأخضر واليابس ولا زالت تحصد المزيد من أرواح الشعب السوري كل يوم دون أن تفرق بين صغير أو كبير أو امرأة أو شيخ، ولا تفرق بي دين ولا مذهب، حرب شعواء لها بداية ولا نرى نهاية لها في ظل التقاطعات الحاصلة بين طرفي الحرب والسلام واشنطن وموسكو، فكل طرف منهما له أجندته ومصالحه في سورية والمنطقة، ومن الواضح أن توافقهما على حلول تبدأ على أقل تقدير بوضع الحل السياسي على بداية الطريق غير متوافرة، بل دخلنا الآن مرحلة جديدة من تبادل الاتهامات بينهما وهذا يؤكد بعد الحل السياسي وقرب الحلول العسكرية لفرض واقع على الأرض قد ينتهي بتقسيم سورية كخيار مطروح على طاولة الحلول.
لجوء السوريين خارج بلادهم مع كل تلك المعاناة التي يعانون لم يأتِ من فراغ بل جاء نتيجة حتمية لحرب يقودها نظام على شعبه في محاولة لإرضاخه مستعينا بقوى خارجية لتنفيذ مخططه الإجرامي ففقد كل أنواع الشرعية، هم نجوا بأرواحهم وأرواح أسرهم حتى لو كانت النجاة إلى المجهول فهو أرحم من أن يقضوا بأسلحة الدمار التي لم يتورع النظام عن استخدامها وسط صمت دولي مريب، عدا عن البراميل المتفجرة التي أصبحت وجبة يومية يتلقاها السوريون شاؤوا أم أبوا.
الأزمة السورية تخطت الجغرافيا الإقليمية لتصبح أزمة عالمية، وفي حال لم يكن هناك توافق بين القوى العالمية خاصة الولايات المتحدة وروسيا فإن الأزمة ستستمر على ماهي عليه من قتل وخراب ودمار وستستمر تبعاتها من مآسٍ ولجوء وتكون أرضية خصبة يتربى فيها الإرهاب.
نقلاً عن “الرياض”