هدنة مهددة
يتطلع السوريون إلى الهدنة التي أعلن عنها الروس والأميركان بأمل كبير، برغم أن تاريخ الهدن السابقة، لا يجعل للتفاؤل أي مكان، فقد تم خرق كل الهدن، وإشعال المواجهات من جديد.
الوقت مازال مبكراً للحكم النهائي، على صمود الهدنة، فقد تصمد كلياً، وقد يتم خرقها أحياناً، وإمكانية خرق الهدن إمكانية سهلة للغاية، إذ بمجرد إطلاق النيران من أي طرف، سيقوم طرف آخر بالرد، مما يؤدي إلى اشتعال المواجهات، خصوصاً، أن هناك أطرافاً لا تريد صمود الهدنة لحساباتها المحلية أو الإقليمية.
لقد آن الأوان أن تنجح التسوية السياسية في سوريا، من أجل التخفيف على الشعب السوري، الذي تم تشريده في أرجاء المعمورة، فوق الخسائر في الدم، وهي خسائر لا تقدر بمال، إضافة إلى الأضرار في البنية الاقتصادية والاجتماعية، واستيطان الإرهاب في هذه الأرض.
إن هذا يفرض على كل الأطراف، دون مساواة بين بعضها البعض، أن تلتزم بالهدنة، لإعطاء المجال لأمرين، أولهما تطهير سوريا، من التنظيمات الإرهابية، وثانيهما الوصول إلى حل سياسي، يؤدي إلى وقف نزيف الدم السوري، وبدء عودة السوريين، وعقد مصالحة وطنية، والخلاص من كل إرث المرحلة السابقة، واستتباب الأمن والاستقرار، إضافة إلى البدء بإعادة الإعمار. تبقى تطلعات السوريين، مفهومة، وشرعية، فقد عاشوا جحيماً ممتداً على مدى سنوات، تداخلت فيه أفعال أطراف كثيرة، وأجندات محلية وإقليمية ودولية، بما أدى إلى تدمير سوريا.
نقلا عن “البيان”