اخبار العرب والعالم

طائرات بدون طيار تتابع صعود الحجاج إلى عرفات

حاج على صعيد عرفات يوم الأحد. تصوير: أحمد جاد الله - رويترز

وقف نحو مليوني حاج على صعيد جبل عرفة يوم الأحد في ذروة شعائر الحج لهذا العام ولجأت السلطات السعودية للمرة الأولى لنشر طائرات بدون طيار للمراقبة وللحيلولة دون وقوع حوادث وسط إجراءات أمنية مشددة.

وأعلنت الهيئة العامة للإحصاء أن عدد الحجاج وصل حتى مساء يوم السبت إلى مليون و855 ألفا و406 يبلغ حجاج الخارج منهم مليونا و235 ألفا و372 حاجا فضلا عن حجاج الداخل.

وفي العام الماضي شهد الحج حادثة تدافع في منى توفي فيها وفق السلطات السعودية 769 شخصا وهو أعلى عدد وفيات في الحج منذ كارثة تدافع في عام 1990.

واعتمدت وزارة الحج والعمرة السعودية هذا العام عددا من الخطوات والإجراءات التي تعتمد للمرة الأولى.

واتبعت الوزارة مناهج جديدة في برامج تفويج الحجاج لهذا العام من مخيماتهم في عرفة إلى مكان رمي الجمرات لتسهيل عمليات تفويج الحجاج وتمكينهم من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان.

وطبقت الوزارة معايير ومحددات تنظيمية في جداول تفويج الحجاج تأخذ في الاعتبار منظومة حركة الحشود ومسارات التفويج وحتمية الالتزام بالجداول الزمنية ورغبات الحجاج في رمي الجمرات وكذلك مواقع مخيمات الحجاج وبوابات الخروج ومواعيد إصدار الجداول الزمنية والمسارات الإلكترونية.

كما تعتمد الخطة التنفيذية لتفويج الحجاج على نظام الرقابة الإلكترونية والكاميرات لرصد حركة الحشود وتحليل القراءات الميدانية واعتماد آلية التوعية ضمن الخطة التشغيلية للتفويج.

وأعدّت وزارة الحج والعمرة جداول التفويج وعممتها على الجهات المعنية وصممت خرائط مسارات خروج الحجاج وعودتهم تزامنا مع مراقبة أداء المؤسسات والتأكد من قيامها بالمهام المطلوبة ومحاسبة المقصرين ومراقبة تدفق الحشود البشرية على مختلف المسارات ومقارنتها بجداول التفويج.

كما وفرت وزارة الحج والعمرة خدمة “المسار الإلكتروني” للحجاج لتسريع آلية الحصول على التأشيرات واختصار زمن الإجراءات من بوابة الوزارة على شبكة الإنترنت.

فضلا عن تطبيق مشروع السوار الإلكتروني على الحجاج لأول مرة بهدف سرعة التعرف عليهم وقراءة بياناتهم إلكترونيا خصوصا من لا يتحدثون العربية.

* دعوات سوريات عند جبل الرحمة

تدافع الحجاج للوصول إلى جبل الرحمة في عرفة فجر يوم الأحد مهللين ومكبرين ورافعين الدعوات برفقتهم أطفالهم وعائلاتهم.

وقالت أم فادي بلباسها الريفي التقليدي وملامحها الصلبة “جئنا من ريف القنية بمحافظة درعا السورية ودعيت الله يرحمنا ويعفو عنا ويفك أزمة سوريا… من كل قلبي بدعي لشعب سوريا ويشيل الغمة عنها. دعوتي من قلب مخلص وقلب مجروح… والسلام من عند الله.”

أما فادية عوض وهي لاجئة سورية في تركيا وهي من جسر الشغور بمحافظة إدلب “شعوري مع سوريا كيف ما درت. اللهم أحقن دماء المسلمين في سوريا وسائر الأراضي وأفرجها على المعتقلين وارفع راية الحق بسوريا وسائر البلدان.”

ومضت تقول بغصة غلبت عليها الدموع “لدي توصيات من اللاجئين… ومن أولادي كي لا أنسى سوريا في دعائي وألا أنسى المعتقلين. السبب الأهم لطلعتي لهون هو لسوريا وكي يردنا الله لبلادنا وأراضينا وما بدنا شي تاني.”

ومن حلب خرجت أم القاشوش قبل الحصار لتلتحق بصعوبة بموسم الحج. وقالت “جينا بصعوبة والآن نسينا كل تعبنا. الله يرحم سوريا. كل البلاد العربية هي في مأزق وأزمة. بات الموت عندنا سهل ولكننا لن نتنازل ولن نتراجع. سوريا بلدنا ولن نتخلى عنها ولن نخرج منها وسوف أنهي الحج وأعود إليها من جديد.”

* الإجراءات الصحية

وعلى الصعيد الصحي نشرت وزارة الصحة أكثر من 150 فرقة طبية ميدانية تابعة لإدارة الطوارئ الصحية بالمشاعر المقدسة يرافقها أكثر من 500 من الكوادر الطبية والفنية المؤهلة تنتشر ميدانيا في المشاعر المقدسة لمباشرة الحالات الصحية الطارئة والتنسيق في مباشرة ونقل الحالات لأقسام الطوارئ في المرافق الصحية.

كما سيرت فرق في مواقع الجمرات ومحطات القطار وعدد من المواقع في المشاعر المقدسة وتعمل على التجول بين الحجاج وتقديم الخدمات الصحية كما تتولى هذه الفرق توجيه الحجاج للمراكز الصحية القريبة ومرافقتهم لتقديم العناية الصحية اللازمة عند الحاجة.

وهيأت وزارة الصحة 25 مستشفى لتقديم الخدمات الصحية في مناطق الحج سعتها خمسة آلاف سرير منها 500 سرير عناية مركزة و550 سرير طوارئ. ويساند المستشفيات المراكز الصحية المشاركة في خدمة الحجيج التي يبلغ عددها 158 مركزا صحيا دائما وموسميا في مناطق الحج.

وبدأ المسؤولون في الوزارة منذ بداية الشهر السابق لموسم الحج الجولات الميدانية على المستشفيات والمراكز الصحية في مكة المكرمة والمدينة المنورة لتفقد هذه المرافق ومدى استعدادها لاستقبال الحجاج.

وكثفت وزارة الصحة هذا العام الإرشادات وحملات التوعية والتعليمات والنصائح التي أرسلت إلى الحجاج عبر شبكات الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي حذرت فيها من مخاطر التسمم ونشرت أساليب الوقاية من الأمراض لاسيما متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) الذي يصيب الجهاز التنفسي فضلا عن توزيع أرقام الخطوط الساخنة لخدمات الإسعاف والوزارة.

ونشرت وزارة الصحة وحدات تدخل سريع للإطفاء والإخلاء والإنقاذ في منشآتها الصحية. كما وفرت الوزارة 420 مترجما لأكثر من 67 لغة من 54 جنسية مختلفة متوقع وصولها إلى المشاعر المقدسة بالتعاون مع جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية والتي تتولى استضافة المترجمين المتطوعين.

نقلاً عن “رويترز”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً