رهان أوباما الخاسر
محاولات إيران زعزعة أمن المنطقة العربية عبر بوابة الطائفية بنشر الاضطرابات نعرفها جميعا ولا يمكن تبريرها إلا بالأطماع التوسعية على حساب الشعوب العربية واستقرارها وتنميتها، ومحاولة فرض الهيمنة الإيرانية لإعادة أمجاد امبراطورية عفى عليها الزمن الى غير رجعة.
كلنا يعرف ذلك وكلنا يقف سدا منيعا امام المخططات الإيرانية التي ينفذها عملاء معروفون تمام المعرفة باعوا عروبتهم من اجل نيل رضا سيدهم الإيراني، والشواهد حاضرة في سورية والعراق واليمن ولبنان، خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي مع دول (٥+١)، فقد اعتقد النظام الإيراني ان ذلك يمثل ضوءاً اخضر لاستباحة المنطقة العربية، محاولة ان تلعب دور (شرطي المنطقة) بفرض هيمنتها وإرادتها على الشعوب العربية، كما في الجاهلية الاولى عندما كان الفرس لا يروون العرب شيئا سوى انهم رعاة لا وزن لهم.
المجتمع الدولي ساهم بطريقة او اخرى في زيادة أطماع ايران في المنطقة والركون الى سلمية برنامجها النووي ونواياها التوسعية، فهو قد عرف بتواجدها في العراق واحتلالها لسورية وتحريضها في اليمن وهيمنتها في لبنان ولم يحرك ساكنا إلا عبر بيانات استنكار وشجب لا تقدم ولا تؤخر هذا حال ان صدرت.
وتصريحات قائد القيادة الأميركية الوسطى عن التصرفات الإيرانية في الخليج غير الآمنة والاستفزازية، معربا عن قلقه، مضيفا “أن واشنطن لا ترى تغييرا في تصرفات ايران بعد توقيع الاتفاق النووي” جاءت لتؤكد ما كنّا دائما نحذر منه أن إيران لا يمكن ان تكون عضوا معتدلا في معادلة السياسات الدولية، ففكر النظام الإيراني لازال يؤمن بتصدير الثورة التي هي في الأساس فكرة هدفها بسط النفوذ على المحيط الإقليمي عبر أفكار غاية في العنصرية العرقية الطائفية، وحسب صحيفة وول استريت جورنال “إيران تعلّم أبناءها الدكتاتورية والكراهية من خلال مناهجها الدراسية”، واعتبرت الصحيفة أن رهان اوباما على أن الشباب الإيراني سيكون اكثر اعتدالا ممن يحكمون ايران حاليا هو رهان خاسر.
النظام الحالي في إيران ليس اهلًا للثقة، وكل أفعاله تقول لنا ذلك، وعلى المجتمع الدولي أن يعي تمام هذه الحقيقة بدلاً عن الدفاع عن اتفاق لن يدوم إلى الأبد وبعده سيعرف المجتمع الدولي النظام الإيراني بوجهه الحقيقي.
نقلا عن “الرياض”