اراء و أفكـار

مشروع تقسيم جديد للوطن العربي

د.حمود الحطاب

لن تضع الحروب في منطقة الشرق الأوسط أوزارها قبل أن تتغير الخرائط السياسية لهذا الوطن، بداية من سورية حيث ستقسم لمناطق نفوذ علوية تحت سيطرة روسيا وإيران ومناطق أخرى كردية تحت سيطرة «البشمركة» ستعمل وتساعد في محاولة خلخلة الوضع السياسي والأمني لتركيا ولا مكان لغير هذين النفوذين في سورية، وستكون الاغلبيات السنية مجبرة على أن تعيش تحت مظلة «البشمركة» الكردية؛ فهاتان القوتان في نظر الخبراء العسكريين الأميركان الأكثر كفاءة واقتدارا في تولي السلطة في البلاد، وقد صرح بذلك بعض كبار القيادات العسكرية الأميركية. وتستمر التقسيمات للوطن العربي حيث يتوقع تقسيم ليبيا إلى مناطق نفوذ ليبرالية وأخرى عشائرية. وأما اليمن فينتظرها شر تقسيم وشر مُمَزَّق. فهي ستقسم لمناطق يحكمها الحوثيون بإسناد من إيران ومناطق ستديرها بعض دول خليجية للسيطرة على منافذ البحار، وستكون اليمن مناطق نفوذ متعددة تشمل حضرموت وما يحيط بها كجزء مقسم. وقد اطلعت في هذا على تفاصيل عديدة. وأما السودان فنال بعض نصيبه من التقسيم كما نال العراق نصيبه وحظه الوافر مسبقا من التقسيم الجغرافي والعرقي ، وكان لإيران النصيب المهم في هذه التقسيمة. وهناك دول عربية افريقية خطط لها أن تستسلم وحدها للتقسيم بإضعافها وإفقارها لدرجة ماتحت الصفر في كل المجالات وقطع مصادر رزقها من خلال مشروعات الغير، ولا تسأل عن سد أثيوبيا ونتائجه البعيدة والقريبة ويأتي الدور بعد ذلك على ماتبقى من أجزاء من الوطن العربي وسينالها حتما التقسيم. برأيي إن ما سيقف وراء هذا المخطط هو وحدة اسلامية سريعة التنفيذ تضحي بالأنانية الفردية لكل كتلة أو لكل دولة وتضم تركيا وباكستان ودول الخليج العربي وبلاد المغرب الغربي. مجرد كوابيس أحلام… ناموا ولا تستيقظوا مافاز الا النوَّمُ.

نقلا عن ” السياسة الكويتية”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً