الرياضة

شبح الفشل يهدد الدوري العراقي بسبب الأزمات المالية

شبح الفشل يهدد الدوري العراقي بسبب الأزمات المالية

 

تعد الأزمات المالية أهم التحديات التي تواجهها الأندية المشاركة في الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم الموسم المقبل، لا سيما أن جميعها سواء الاهلية أو التي تتبع مؤسسة حكومية أو وزارة رسمية، تعاني منها.

وقبل حدوث الأزمة الاقتصادية في البلاد منذ نحو عامين، بسبب الانخفاض الحاد في أسعار البترول في الأسواق العالمية، كانت الاندية العراقية لا تعاني من أي مشكلة على صعيد الميزانية المالية، حيث كانت تقيم المعسكرات الخارجية طويلة الامد، وكانت دول تركيا وجورجيا ورومانيا وايران ومصر تأخذ حصة الأسد من هذه المعسكرات، التي تكلف خزائن الاندية العراقية مئات الآلاف من الدولارات، بخلاف استقطاب المدربين واللاعبين المحترفين والمحليين.

وكانت الاندية الجماهيرية الأربعة في الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم، وهي: الزوراء والقوة الجوية والشرطة والطلبة، تمتلك حصة الاسد من لاعبي المنتخبات الوطنية.

وتغير حال الدوري العراقي بعد عام 2003، وظهرت اسماء جديدة بقائمة الشرف التي توجت بلقب الدوري العراقي لكرة القدم، ومن قبيل اندية اربيل ودهوك ونفط الوسط، بعدما قدمت عروضا مالية مغرية لضم لاعبين دوليين.

وتطل اليوم الأزمة المالية، برأسها من جديد على الاندية العراقية ذات القاعدة الجماهيرية الكبيرة وغيرها، حيث اجبرت هذه الاندية وبسبب غياب المال إلى تقليص عدد اللاعبين المحترفين من خارج العراق الى اثنين فقط، علاوة على خفض اسعار انتقالات اللاعبين المحترفين والعراقيين، الى جانب تقليص عدد اعضاء الاجهزة الفنية والادارية والطبية، الامر الذي قد يؤثر سلبا على شكل الدوري العراقي ونوعية المباريات والمستوى الفني، في ظل غياب العوائد المالية للحضور الجماهيري والنقل التلفزيوني للمباريات واختفاء الدعاية والإعلان والتسويق الرياضي، بحكم الظروف الصعبة التي يمر العراق، والتي لا تسمح بإقامة دوري محترفين وفق القياسات الآسيوية والعربية على اقل تقدير.

ويمكن تخيل حجم المشاكل التي تنتظر الاندية العراقية، تحت نيران الأزمة المالية، خاصة في ظل غياب الدعم الحكومي والاستثمار الخارجي واختفاء البنى التحتية الحديثة.

كما يمكن تخيل سيناريو قد يعصف بالدوري العراقي الممتاز لكرة القدم، كما حدث قبل ثلاثة مواسم عندما قرر الاتحاد العراقي لكرة القدم انهاء مسابقة الدوري قبل موعده المحدد، واعتبار نادي الشرطة فائزا به، بسبب الوضع الامني المتردي والازمات المالية الخانقة التي اجبرت العديد من الاندية المشاركة بالدوري على الانسحاب من خوض المباريات لاختفاء الغطاء المالي المناسب، وهو الامر الذي تخشاه الجماهير الرياضية والاعلام المحلي من ان يتكرر هذا السيناريو من جديد الموسم المقبل، خاصة وان الظروف التي تمر بها الاندية الرياضية العراقية في الوقت الراهن، هي أسوأ بكثير من تلك التي مرت عليها قبل موسمين.

وينطلق الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم بنسخته الجديدة في 15 سبتمبر / ايلول المقبل بمشاركة 20 ناديًا، تتنافس فيما بينها وفق نظام الدوري العام على مرحلتين ذهابًا وإيابًا، وسط تحديات استكمال الدوري دون مشاكل مالية أو أزمات ادارية، او الانسحاب من مسابقة الدوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً