الرياضة

إنجاز بنكهة يونانية لمدرب البرتغال

فرناندو سانتوس
على نفس الملعب الذي شهد بداية غير موفقة في منصب المدير الفني للمنتخب البرتغالي، نجح فيرناندو سانتوس في قيادة الفريق لاعتلاء منصة بطل أوروبا ليكون اللقب الأول للمنتخب البرتغالي لكرة القدم في تاريخ مشاركاته بالبطولات الكبرى.

كان سانتوس 61/ عاما/ قد تولى تدريب المنتخب البرتغالي خلفا لباولو بينتو وقاد الفريق للمرة الأولى في المباراة الودية التي خسرها أمام نظيره الفرنسي 1 – 2 على ملعب إستاد “دو فرانس” في سان دوني في تشرين أول/أكتوبر 2014 .

وفي المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) التي أقيمت مساء أمس الأحد على الملعب نفسه ، قاد سانتوس المنتخب البرتغالي للفوز على نظيره الفرنسي صاحب الضيافة 1- صفر في مباراة حسمت بالوقت الإضافي، ليعتلي المنتخب البرتغالي منصة التتويج أخيرا محققا أول بطولة كبرى بعد أن وصل إلى نهائي يورو 2004 على أرضه وخسر أمام اليونان حينذاك.

وقال سانتوس عقب مراسم التتويج أمس “قلت للاعبين إننا نمتلك العديد من الكفاءات والمواهب، وهو ما يعزز قيمتنا. طالبتهم بالركض أكثر من منافسينا والتركيز بشكل أكبر في المواجهة.”

وأضاف “الفوز على المنتخب البرتغالي دائما ما يكون صعبا. كنت واثقا في قدرتنا على التتويج، وقد حدث. إنه انتصار للبرتغال.”

وتفوقت فعالية المنتخب البرتغالي على أداءه خلال البطولة فقد أنهى الوقت الأصلي متعادلا في ست من مبارياته السبع في يورو 2016، ومع ذلك لم يهتم سانتوس كثيرا بالمنتقدين لأداء الفريق.

وقال سانتوس عقب الفوز على منتخب ويلز 2 / صفر يوم الأربعاء الماضي في الدور قبل النهائي ، وهي المباراة الوحيدة التي حسمها الفريق البرتغالي في الوقت الأصلي خلال البطولة “لسنا المنتخب الأفضل في العالم ولكننا أيضا لسنا لقمة سائغة”.

وقاد سانتوس المنتخب البرتغالي في 14 مباراة رسمية منذ توليه منصب المدير الفني، لم يتلق فيها الفريق أي هزيمة.

وفي رده على منتقديه، قال سانتوس أمس الأول السبت “أود أن يستمروا على ما يقولونه، وهو إننا نفوز عن غير استحقاق. سأعود وأنا سعيد للغاية إذا حققنا ذلك.”

ويمثل سانتوس محورا كبيرا لتذكير البرتغاليين بهزيمتهم السابقة أمام اليونان في نهائي يورو 2004 حيث ارتبط سانتوس بعلاقة قوية بالكرة اليونانية.

فبعد توليه تدريب الأندية الثلاثة الكبيرة في البرتغال (بورتو وبنفيكا وسبورتنج لشبونة)، تولى سانتوس تدريب فرق آيك وباناثينايكوس وباوك باليونان كما تولى تدريب المنتخب اليوناني بين عامي 2010 و2014 وقاد الفريق لاجتياز الدور الأول وبلوغ الدور الثاني للمونديال البرازيلي للمرة الأولى في تاريخ مشاركات اليونان بكأس العالم لكنه خسر أمام نظيره الكوستاريكي بركلات الترجيح.

وتعرض سانتوس بعدها للإيقاف ست مباريات بسبب إهانته لحكام المباراة قبل تسديد ركلات الترجيح.

واتسمت مباريات المنتخب البرتغالي في التصفيات المؤهلة ليورو 2016 ثم مباريات الفريق في نهائيات البطولة بالنكهة اليونانية حيث الدفاع الصلب والصارم والكفاءة والفعالية في الهجوم، وقد تحدث سانتوس عن اليونان عقب الفوز 2 -صفر على ويلز في الدور قبل النهائي يوم الأربعاء الماضي.

وقال سانتوس حينذاك إنه يشعر “بسعادة طاغية للاعبين ولعائلتي والشعب البرتغالي وللجميع بلا استثناء وكذلك لكثير من اليونانيين الذين يساندونني ويشجعوني في هذه الفترة”.

ولكن المنتخب البرتغالي بقيادة سانتوس يمتلك أيضا مجموعة من اللاعبين البارزين بقيادة كريستيانو رونالدو الذي لا يتردد سانتوس في الإشادة به في كل مناسبة كما لم يتردد سانتوس في منحه الحرية بالملعب لأن اللاعب لا يريد التقيد بمركز معين.

ومع ذلك، تحقق إنجاز أمس في غياب النجم الأبرز للمنتخب البرتغالي، حيث خرج رونالدو مصابا بعد 24 دقيقة فقط من بداية المباراة واستمر التعادل السلبي حتى نهاية الوقت الأصلي ليأتي الحسم عن طريق البديل إيدير لوبيز في الدقيقة 109 .

ودفع سانتوس أيضا بوجوه شابة أمثال ريناتو سانشيز ورافاييل جيريرو لكن دون التخلي عن ثباته على مبدأ اللعب الجماعي وطريقته الخططية.

وقال سانتوس: “لا أؤمن بالثورة. شاهدنا لاعبينا موهوبين وأصحاب قدرات وآخرين يقتربون من نهاية مسيرتهم الكروية. إنها مهمة المدرب أن يتعرف على اللاعبين المناسبين للمهمة”.

ويشكل التتويج بلقب يورو 2016 أبرز محطة في مسيرة سانتوس حتى الآن علما بأنه قاد بورتو للتتويج بلقب الدوري البرتغالي مرتين.

المصدر : كووورة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً