النفط تصدر أول شحنة من الغاز المسال وتعد بإنهاء ظاهرة حرق الغاز المصاحب
أعلنت وزارة النفط تصدير أول شحنة من الغاز المسال عبر مرفأ مخصص لتصدير الغاز في محافظة البصرة، فيما اشارت الى انها في طور تنفيذ خطة استراتيجية تهدف الى إنهاء ظاهرة حرق الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط بحلول عام 2018.
وقال وكيل وزارة النفط لشؤون الغاز حامد الزوبعي خلال مؤتمر صحافي عقده في مرفأ تصدير الغاز في ناحية أم قصر ، إن “العراق تمكن اليوم للمرة الأولى من تصدير 2000 طن من الغاز المسال المضغوط الفائض عن الحاجة المحلية”، مبيناً أن “الشحنة سوف تعقبها شحنات أخرى في المستقبل القريب، إذ أن العراق تخطى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الغاز الذي يستخدم في الطبخ، وأصبح لديه خزين استراتيجي من هذه المادة، ولذلك اتجه نحو الانضمام الى الدول المصدرة للغاز المسال بعد أن كان أحد الدول المستوردة”.
ولفت الزوبعي الى أن “العراق يطمح الى أن يكون أحد أهم الدول المصدرة للغاز المسال على مستوى المنطقة”، مضيفاً أن “وفرة الغاز المسال دفعت الوزارة باتجاه تنفيذ مشروع يقضي بتشجيع استخدام هذا النوع من الغاز كوقود للسيارات، وهو مشروع له تأثيرات ايجابية على البيئة، كما يكتسب أهمية اقتصادية كبيرة لأن العراق يضطر الى استيراد البنزين بملايين الدولارات”.
وأشار وكيل الوزارة الى أن “الشحنة الأولى من الغاز المسال تم ترتيب اجراءات تصديرها بواسطة شركة (سومو)، وتم تحديد سعر الشحنة بموجب الأسعار العالمية للغاز”، معتبراً أن “الوزارة عازمة على التخلص من ظاهرة حرق الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط بشكل كامل بحلول عام 2018، وهناك خطة استراتيجية تتبناها الوزارة منذ أعوام لتحقيق هذا الهدف، وحالياً يتم استثمار ما بين 50 الى 60% من كميات الغاز المصاحب”.
من جانبه، قال مدير عام شركة غاز البصرة سايمون دامن خلال المؤتمر إن “الانجاز الكبير الذي تحقق اليوم من خلال تصدير أول شحنة من الغاز المسال جاء نتيجة جهود كبيرة ومشتركة مع الحكومة العراقية”، موضحاً أن “عملية تصدير الشحنة تعد خطوة مهمة لاختبار جاهزية العراق لتصدير المزيد من شحنات الغاز المسال”.
ولفت مدير الشركة التي تتكون من ائتلاف شركات غاز الجنوب و(ميتسوبيشي) اليابانية و(شل) الهولندية البريطانية الى أن “شركة غاز البصرة فخورة بنجاحها في تصدير الغاز بعد أن كان يحرق في الهواء ويذهب هدراً”.
وفيما رفضت وزارة النفط تحديد وجهة الشحنة، قال مصدر ملاحي في حديث لـ السومرية نيوز، إن “الشحنة العراقية الأولى من الغاز المسال المضغوط من المقرر نقلها الى باكستان بواسطة الناقلة البحرية البنمية (Tomson Gas)”، مضيفاً أن “عملية تحميل الناقلة بالشحنة مستمرة منذ يوم أمس الجمعة”.
وأعلنت وزارة النفط في (20 آذار 2016) تصدير أول شحنة فائضة عن الحاجة المحلية من مكثفات الغاز (الكوندنسيت) بواسطة ناقلة بنمية، ثم قامت الوزارة بتصدير المزيد من الشحنات عن طريق شركة تسويق النفط (سومو).
وتفيد التقديرات الأولية لوزارة النفط بأن العراق يمتلك احتياطياً يقدر بنحو 132 ترليون قدم مكعب من الغاز، وبما ان نحو 70% من الغاز العراقي هو غاز مصاحب لاستخراج النفط فإن ما يقارب 700 مليون قدم مكعب منه كان يحترق ويهدر بسبب عدم وجود البنية التحتية لمعالجته. ويحل العراق المرتبة الحادية عشر بين دول العالم الغنية بالغاز الطبيعي بعد كل من روسيا وايران وقطر والسعودية والإمارات وأميركا ونيجريا وفنزويلا والجزائر.