نتيجة استفتاء بريطانيا تثير القلق في آسيا وتهز حزب العمال
اجتاحت حالة من الاضطراب حزب العمال البريطاني المعارض بعد تصويت البلاد بالخروج من الاتحاد الأوروبي كما انتاب القلق صناع سياسة في الصين واليابان وكوريا الجنوبية يوم الأحد بسبب الخطر على الاستقرار المالي العالمي قبل ساعات من إعادة فتح الأسواق.
وفي بريطانيا أقدم الديمقراطيات البرلمانية وقع ثلاثة ملايين بريطاني التماسا يدعو إلى إعادة إجراء الاستفتاء. وأشار استطلاع للرأي إلى وجود أغلبية قوية بين الاسكتلنديين الآن تريد الانفصال عن بريطانيا حتى لا تنفصل عن الاتحاد الأوروبي.
وسحب سبعة أعضاء من حزب العمال البريطاني المعارض تأييدهم لزعامة جيريمي كوربين للحزب مما دفع الحزب إلى دوامة.
فقد عزل كوربين في وقت سابق يوم الأحد هيلاري بين من منصبه كوزير للخارجية في حكومة الظل العمالية بعد أن قال بين إنه فقد ثقته في قيادة الحزب. وسحبت جلوريا دي بييرو وهيدي ألكسندر ولوسي بويل وإيان موراي تأييدهم لكوربين واستقالوا من حكومة الظل.
وطالبت وزيرة الصحة في حكومة الظل هيدي ألكسندر في بيان الاستقالة بتغيير قيادة الحزب مما يلقي الضوء على اتهامات بين النواب الموالين للاتحاد الأوروبي بأن فشل كوربين في كسب ناخبي العمال التقليديين لعب دورا كبيرا في نتيجة الاستفتاء.
وقال تلفزيون سكاي إن وزيرة النقل في حكومة الظل ليليان جرينوود استقالت يوم الأحد احتجاجا على قيادة كوربين للحزب.
وأضاف ان كيري مكارثي استقالت أيضا من منصب وزيرة البيئة في حكومة الظل العمالية.
ودعا بين بعد إقالته كوربين -الذي انتخبه أعضاء يساريون في الحزب وأنصار يساريون العام الماضي- إلى التنحي. وقال بين لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “إنه رجل طيب ومهذب لكنه ليس زعيما.”
وسددت نتيجة التصويت بتأييد 52 بالمئة من الناخبين للخروج ورفض 48 بالمئة أكبر ضربة لمشروع الوحدة الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وانخفض الجنيه الإسترليني ما يصل إلى عشرة بالمئة مقابل الدولار يوم الجمعة وتراجع إلى مستويات كان آخر ظهور لها في 1985 فيما فقدت أسواق الأسهم العالمية أكثر من تريليوني دولار من قيمتها. وأتاحت عطلة الأسبوع فترة راحة من الاضطرابات لكن القلق يتزايد مع فتح الأسواق في آسيا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الجمعة أنه سيستقيل بعد أن تجاهل البريطانيون مناشداته المحمومة للتصويت بالبقاء في الاتحاد الأوروبي لكنه ترك مهمة إبلاغ بروكسل برحيل بريطانيا لخليفته الذي ليس من المرجح أن يتولى المنصب قبل نحو ثلاثة أشهر.
وقال وزير المالية الصيني لوه جي وي إن الاستفتاء “سيلقي بظلال على الاقتصاد العالمي.”
وأضاف في أول اجتماع سنوي لبنك الاستثمار الآسيوي في البنية التحتية في بكين “من الصعب التكهن الآن. رد فعل الأسواق غير المحسوب قد يكون مبالغا فيه بعض الشيء وبحاجة للهدوء وتبني رؤية موضوعية.”
وبالمثل عبرت اليابان عن قلقها من التأثير على سوق العملة العالمي وبحثت التحرك رسميا. وقال تومومي إينادا مسؤول السياسة في الحزب الديمقراطي الحر الحاكم “إن الخطوات المضاربة العنيفة تترك آثارا سلبية للغاية.”
ونقلت صحيفة نيكي عنه قوله “يجب ألا تتردد الحكومة في الرد إذا اقتضت الضرورة بما في ذلك التدخل لدعم العملة.”
* لا راحة
وقال وزير المالية في كوريا الجنوبية أيضا إنه يخشى أن تظل الأسواق العالمية غير مستقرة طوال فترة التفاوض بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
كما أبدت الولايات المتحدة أيضا بوادر قلق.
وسيلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بمسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني في بروكسل ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في لندن يوم الاثنين.
وتهدف الزيارة إلى بث طمأنينة رمزية في وقت تمر فيه أوروبا بمنعطف حرج لكن مسؤولا أمريكيا كبيرا قال إن كيري سيؤكد أيضا على أهمية ألا تحذو دول أخرى بالاتحاد الأوروبي حذو بريطانيا مما سيضعف التكتل أكثر.
ورغم مؤشرات القلق العالمية فإن انقشاع حالة الغموض غير مرجح قبل شهور على أقل تقدير.
وعرض كاميرون البقاء كقائم بالأعمال لكنه رفض تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة والتي تسمح ببدء مفاوضات خروج تستمر عامين. وترك كاميرون المهمة لخليفته الذي سينتخبه حزب المحافظين قبل مؤتمره السنوي في أكتوبر تشرين الأول.
وتتجه الأنظار إلى رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون لخلافة كاميرون بعد أن كان أشهر وجوه الحملة الداعية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأشعل الاستفتاء من جديد التأييد لانفصال اسكتلندا عن بريطانيا.
وذكر استطلاع للرأي في صحيفة صنداي بوست أن 59 بالمئة من المشاركين يؤيدون الاستقلال بارتفاع عن نسبتهم في استفتاء جرى في 2014.
وقالت نيكولا ستيرجن رئيسة وزراء اسكتلندا إن من الممكن إجراء استفتاء ثان على استقلال اسكتلندا.
وأضافت “التحدي الذي يواجهني الآن كرئيسة للوزراء هو التوصل إلى أفضل وسيلة لحماية مصالح اسكتلندا والحيلولة دون خروجنا من الاتحاد الأوروبي دون إرادتنا مع كل العواقب الضارة والمؤلمة التي ستتبع ذلك.” – رويترز