اراء و أفكـار

أسئلة تبحث عن أجوبة

ما يجري في العراق وسوريا على جبهتي الفلوجة والرقة يستدعي طرح أسئلة كثيرة حول مجريات المعارك هناك ، لتخليص المدينتين من براثن تنظيم «داعش» الإرهابي الذي حولهما إلى معقلين «لدولته الإرهابية»، وإلى غرفة عمليات للترويع والتخريب في البلدين والعالم.
الأسئلة تتمحور حول الطريقة التي تدار فيها المعارك لتحرير المدينتين، والخطط التي تستخدم واستبدالها، والوسائل والأدوار وكيفية توزيعها، والقوى المشاركة فيها وبالتالي الأهداف المرسومة للمشاركين في هذه المعارك.
نسأل، لأن ما يجري على الأرض يستدعي السؤال الذي يبحث عن إجابة غير متوفرة، وكأن هناك لبساً أو لغزاً وراء غبار هذه المعارك لم يبادر أي طرف في توضيحه والكشف عنه.
أولاً كانت كل الاستعدادات قبل شهر تشير إلى أن مدينة الموصل سوف تكون هدف المعركة، وتحدثت تقارير عن استعدادات لوجستية عراقية – كردية – أمريكية، وعن حجم القوات المشاركة ودور الأكراد والتحالف الغربي، بل وعن بدء حشد القوات ووضع الخطط، وفجأة تحوّلت وجهة المعركة باتجاه الفلوجة ، وبدأت عملية تحريرها من جانب الجيش والشرطة ووحدات مكافحة الإرهاب وأبناء العشائر، وبدعم من «الحشد الشعبي» الذي أثارت مشاركته لغطاً داخلياً وإقليمياً، ومخاوف من أن تؤدي هذه المشاركة هدفاً لا يخدم عملية التحرير.
لم يعرف سبب تحوّل وجهة المعركة من الموصل إلى الفلوجة، ولم يوضح أي طرف سبب هذا التحوّل، وهل له علاقة بالدور الكردي المفترض بعد تحريرها والخوف من الآثار السلبية المفترضة في حال اعتبرها الأكراد امتداداً لمشروعهم، الأمر الذي استدعى تأجيل معركة الموصل إلى حين يتمكن «الحليف» الأمريكي من حل المعضلة؟
الأسئلة نفسها تطال معركة تحرير مدينة الرقة السورية وكيف تبدلت أدوار الجيش السوري و«قوات سوريا الديمقراطية» ذات الأغلبية الكردية. فقد كان مخططاً أن تنطلق «قوات سوريا الديمقراطية» باتجاه الرقة بدعم أمريكي بري وجوي (550 جندياً) ووفق خطط تم إعدادها مسبقاً على أن يبدأ الهجوم بمحاذاة نهر الفرات من الشمال إلى الجنوب.. وفجأة تحوّل اتجاه المعركة باتجاه مدينة منبج، فعبرت القوات الكردية المدعومة أمريكياً نهر الفرات وتقدمت باتجاه منبج، وبذلك تم تجاوز الخطوط الحمر التركية، الأمر الذي أثار حفيظة تركيا التي كانت تحذر الأكراد من تجاوز الفرات غرباً والاقتراب من جرابلس وعفرين. ومع ذلك ابتلعت أنقرة تهديدها وخففت مما حصل، بالادعاء أن القوات التي عبرت أغلبية مقاتليها من العرب، وهو أمر يجافي الحقيقة.
في غضون ذلك بدأ الجيش السوري وعلى حين غرّة هجومه باتجاه مدينة الطبقة على نهر الفرات وعلى القاعدة الجوية العسكرية فيها للانطلاق منها إلى مدينة الرقة ، لمحاولة تحريرها بدعم جوي روسي كثيف.
لماذا تغير اتجاه الهجوم الكردي ؟ ولماذا بدأ الجيش السوري هجومه على الرقة ، فيما كانت التقارير تتحدث عن استعدادات نظامية سورية لهجوم على ريف حلب الشمالي؟ وهل هناك «قطبة مخفية» كما يقال بين روسيا والولايات المتحدة في إطار تنسيق بينهما لم تعرف تفاصيله، أم هناك أشياء أخرى لها علاقة أيضاً بما أعلنته قيادات كردية بأن الرقة لمن يحررها، فتم استبدال الأدوات والجبهات؟

نقلا عن “الخليج”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً