اراء و أفكـار

«مآثر داعشية»

ما يرتكبه هذا التنظيم المسمى «داعش» من إرهاب من خلال أفعال مقيتة ومشينة لا يقبلها عقل بشري، ولا يتصورها عاقل ولا تخطر ببال مجنون أو أحمق، تدل على أن هذا النمط من «البشر» لا يمكن بأي حال أن يكونوا من نسل آدمي طبيعي، وكأنهم مخلوقات هجينة على شكل بشر تم تخليقهم في مختبرات أنتجتهم للقيام بأعمال لا يقوم بها بشر أسوياء، مهمتهم القتل وارتكاب الجرائم بوسائل غير مألوفة، وخضعوا لعمليات غسل دماغ قام بها أخصائيون على مدى سنوات، لتجهيزهم وإعدادهم لمهمات يأنف البشر القيام بها.
كنا خلال السنوات القليلة الماضية، وتحديداً منذ ظهور «داعش» إلى الضوء وخروجها من دهاليز الجهل والظلمة، شاهدنا أنماطاً غير مألوفة من الجرائم، مثل الذبح وقطع الرؤوس وتعليق الجثث على الأعمدة والأسيجة الحديدية والحرق في الأقفاص، وقتل الضحايا بالقذائف الصاروخية أوبتفجير رؤوسهم.. إضافة إلى سبي النساء والقاصرات والاعتداء عليهن أو بيعهن أو دفنهن وهن أحياء، وتجنيد الأطفال وتدريبهم على ممارسة الذبح والقتل في أبشع ما عرفته البشرية في تاريخها.. إضافة إلى تدمير التراث الإنساني والمعالم الحضارية ونهبها، وتفجير الأضرحة والمساجد والمراقد الدينية والكنائس، بما يتنافى مع أي دين أو معتقد.
خلال الأيام القليلة الماضية، كشف النقاب عن «مآثر» جديدة لهذا التنظيم الإرهابي بحق المدنيين الأبرياء في العراق وسوريا، ونشرت معلومات ومقاطع«فيديو» تدلل مجدداً على همجية هذا التنظيم الذي بدأ يشعر بالخناق يشتد عليه وبدنو أجله.
فقد نفذ هذا التنظيم مؤخراً، الإعدام بحق خمس نساء في الموصل بينهن طبيبة رفضت معالجة إرهابيين أصيبوا بجروح في غارة جوية، وقامت طفلة عمرها 12 عاماً، يسمونها «جين الجهادية» بعملية الإعدام رمياً بالرصاص. كما أعدم هذا التنظيم 19 فتاة كردية حرقاً داخل أقفاص حديدية لرفضهن التحول إلى جوارٍ في خدمته، كذلك قتل عناصر «داعش» في الفلوجة أربع نساء مع أطفالهن التسعة حرقاً لمحاولتهم الخروج من المدينة من دون دفع «فدية» قدرها 800 دولار للشخص الواحد.. ولم يسلم عناصر «داعش» من العقاب، فقد تم إعدام ثمانية عناصر فروا من ساحة المعركة في مدينة الرطبة العراقية حرقاً عن طريق وضعهم وهم أحياء في فرن للمعجنات بمدينة تلعفر، وتم رمي جثثهم المتفحمة في شوارع المدينة، كما تم قطع أقدام سبعة ضباط في الجيش العراقي السابق في مناطق الفيصلية والسويس والجزائر والنعمانية في الموصل، لرفضهم الالتحاق بالقتال في صفوفهم.
هذه نماذج قديمة – جديدة لأفاعيل هذا الوباء «الداعشي» الذي لا بد من استئصاله من على وجه الأرض قبل أن يستفحل.. وكلما حوصر واشتد الخناق عليه ، اقتربت نهايته بشرط أن تكون المعركة ضده جدية وحقيقية.. وسيبقى هذا التنظيم نقطة سوداء في صفحات التاريخ ولطخة عار في جبين الإنسانية.

نقلا عن “الخليج”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً